لقاء تاريخي .. محوره الدير العتيق
مع رجل عالم بالآثار من مواليد الثلث الأول من ثلاثينيات القرن العشرين.
وهو ابن الدير العتيق وبيت جده (علي) هناك وكان من جملة البيوت التي دمرت عند إزالة الدير القديمة عام 1969م إزالة أبدية ..
كلّي أذن صاغية لما يقوله محدثي باسلوبه الشيق والجاد وقبل ذلك وبعده باسلوبه العلمي الذي يبتعد فيه عن العاطفة التي تسقط الباحث في مهب الهوى والمزاجية, وهو العالم والباحث والمعروف عالمياً بنشاطه وما قدم من كنوز المعرفة الآثارية لتاريخ وحضارة سورية.
وحتي لا أطيل يمكنكم مراجعة الرابط الموضوع في نهاية المقال لتعرفوا المزيد عن باحثنا العالم الآثاري الدكتور قاسم طوير.
الآن أدخل في صلب الموضوع وحول اجابة العالم طوير على السؤال الذي طرحته .. تبسم عندما قلت له سؤال مقتضب دكتورنا العزيز, (عن الدير العتيق وقدمه ). وتبسم ثانية وأجاب:
أجبتك وأنا الآن أقرأ في مخطوطك ( السيرة الذهبية) ما أمليته عليك وأشكر اهتماك وتعبك وسهرك لإنجاز الكتاب, وتلك مسؤوليه كبيرة, وقد شاهدت طريقة استشهادك والجمل المدونة في كل بحث وحسن ربطها.
كما أنك انتهجت الدليل المادي, فليس كل ما قاله المؤرخون صحيحاً وإنما الدليل الآثاري أياً كان حجمه ونوعه في المكان المنقب فيه يعطينا فكرة حقيقية على قدم ذلك الموقع من خلال دراسة تلك اللقية.
وبالنسبة لديرنا.. فهي مدينة قديمة وموجودة لكنها لم تكن حاضرة لمنطقة الفرات فهي بلدة تابعة للرحبة التي كانت هي حاضرة الفرات في العهد العباسي، والرحبة تأسيس عباسي بحت، والدير كانت بلدة عادية تابعة لها كغيرها من مدن الفرات في ذلك العهد، وفي العصر البيزنطي قبل ذلك كانت تابعة لقرقيسيا (البصيرة)، وفي العهد العثماني وخاصة في منتصف القرن التاسع عشر أصبحت الدّير هي حاضرة الفرات. وعندما دمر الدّير القديم وتلته (تل “دير العتيق”) عام 1969م وصلتني إلى دمشق قطعاً من الخزف التقطها “نشأت عياش” أثناء الهدم ، وعند دراستي لها وتحليلها تبين لي أنها تعود للعصر العباسي الأول بكل تأكيد.
أما المئذنة المضلعة التي كانت في ما يسمى بالدير العتيق أي الدّير القديمة، فهي تعود للعصر المملوكي..
حيث إن المآذن في الإسلام لها أنواع، فالمربعة الشكل “أيوبية”.. والمضلعة السداسية أو الثمانية الأضلاع “مملوكية”.. والاسطوانية المدورة “سلجوقية”، أما المآذن العثمانية فهي أسطوانية رفيعة الشكل.. ولا توجد مئذنة في البلاد العربية الإسلامية تعود إلى العصر العباسي سوى مئذنة سامراء الملتوية. نقطة انتهى جانب من أحاديثي مع الدكتور قاسم طوير, أما الجوانب الأخرى فقد دونتها في فصول كتابي(السيرة الذهبية).

وحوار عن دير الزور القديمة
رابط عن العالم قاسم طوير



