حرف ومهن وصناعاتعادات وتقاليدمنوعات
ذكريات ديرية:العطلة الصيفية وهاجس القلق|جودت السلمان
دير الزور والعطلة الصيفية
كانت العطلة الصيفية تشكل هاجساً مشوباً بالقلق أو الخوف أحياناً لدى الكثير من الآباء والأمهات, فبقاء أبنائهم الطلاب في المنزل دون مراقبة المدرسة قد يعرضهم للخطر, أو يؤثر على سلوكهم نتيجة الفراغ ورفقة السوء.
فكما نعلم أن المتنفس الوحيد في دير الزور للشبان هو نهر الفرات للسباحة فيه هرباً من شدة الحرارة ومعظم الأطفال أو الشبان لا يجيدون السباحة, وكما نعلم أن النهر غير آمن مما يعرضهم للغرق, وقد كنا نسمع الكثير عن حوادث الغرق ولا ينقضي الصيف إلا ويكون النهر قد أخذ نصيبه من الشبان واليافعين.
هذه إحدى مصادر القلق والخوف لدى الأهل على أبنائهم لذا يعمد الأب إلى البحث عن حل للحفاظ على طفله فيلجأ لمعارفه وأصدقائه من أصحاب المهن لتشغيل الشاب لديهم دون أجر فقط لإبعاده عن المخاطر, ومن ناحية أخرى يستفيد الطفل ويتعلم صنعة تساعده إن فشل في الدراسة.
هكذا درجت العادة في الخمسينيات والستينيات في دير الزور.
تعالوا نتذكر تلك الأيام ومن منا اشتغل في الصيف عند الميكانيكي أو النجار أو الحلاق أو أجير في مكتب محامي أو صيدلية أو غيرها من المهن. وهناك الكثير ممن برعوا في المهن المذكورة وتركوا المدرسة واستمروا في المهنة وحققوا نجاحات لابأس بها.
إضافة لما ذكرت هناك بعض الأسر تكون أوضاعها المادية سيئة فتعمد لتشغيل أبنائها في فصل الصيف كباعة متجولين أو غيره لتوفير بعض المال من أجل احتياجات الطفل نفسه من ثمن كتب ودفاتر وغيرها حين تفتح المدرسة.
فهل هذه العادات قائمة ليومنا هذا رغم أني أشك في سلوك أطفال هذا الجيل.
..جودت السلمان..