الرجل الخفي
الذي أنقذ هدم سوق التجار القديم المقبي ..
■- سأروي عن المرحوم مأثرة لايعرفها إلاالقليلون :
كان المرحوم مدير المركز الثقافي والمحافظ وقتها نديم عكاش الذي كان قوي الشخصية فَظْ الألفاظ طويل اللسان يهابه أكثر المدراء ……..لقبه الديريون (فرعون)
وكم كانت ألقاب تناسب الشخص وأعماله بغض النظر عن موقعه
– قرر المحافظ هدم سوق التجار الأثري إنزعج الناس ولاأحد يستطيع إيصال الإحتجاج ،
وبقي الأمر حسرة في قلوب اهل الدير.
– تربطني بالمرحوم صلة الجوار وتقارب الأعمار..
حينها وفي إحدى الأمسيات قال في جمع خاص من أصدقائه سأحل مشكلة السوق ،
أجابوه: هذا فرعون فأجاب ……..تشوفون ياديريين………..
– بعدها بأيام قليلة نسمع في الإعلام عن زيارة لمدير عام الأثار والتاحف (عفيف بهنسي)إلى ديرالزور …
– هاتفني المرحوم إنزل بكرة عالسوق وخليك شاهد شكون راح يعمل إبن خالتك (كما كنا ننادي بعض)
………وللتاريخ والأمانة سأصف ماذا حدث….
– بدأت جولة المدير العام يرافقه المحافظ ومدير الثقافة (المرحوم) وحشد …… للسوق من الجهة الغربية لسوق الخشابة مقابل مأذنة الجامع العمري وكان السوق لايزال يحتفظ بطابعه الشعبي الأبواب خشبية ذات 4درف إثنان تُفتح للأسفل وإثنان ترفع للأعلى والمنتجات يدوية من المخمر ..دراجة الاطفال الخشبية ذات 3دواليب خشبية …..
الادوات المستعملة بدائية منها المفر ذوالحبال …المسامير الخشبية…….
– قسم من النجارين كان لايزال يلبس الشرول أثناء عمله …
في نهاية السوق من الجهة الشرقية. يقع باب. السرايا يعلوه قوس من أحجار الرخام تتوسطها صخرة منقوش عليها 4ابيات من الشعر، هنا حاول الجميع قراءتها وفشلوا حينها قال المرحوم هناك من يقدر يقرأها
وهو. عبدالوهاب الهمال تاجر اجواخ محله قريب من الباب.
حضر وقرأها وقال أنها مكتوبة باللغة التركية القديمة التي تستعمل الحروف العربية وقام بترجمتها للعربية
والمحافظ يريد هدم هذه الاثار …فهاج الناس وهم لايعرفون مع من يتحدثون ..
– وأتت الشعرة التي قصمت ظهر مشروع هدم السوق
وإذ بالمدير العام يوجه كلامه للمحافظ:
اوقف المشروع.. وفعلا أوقف المشروع وسلم السوق.
– رحمك الله ياأيها البطل الخفي. يانواف حديدي
- بقلم المهندس عبيدة شرف
اعداد الباحث: غسان الشيخ الخفاجي