حرف ومهن وصناعاتمدن فراتية
حلاق زمان رحم الله أيام الكولونيا والبرينتين وأخو تفحه|جودت السلمان
الحلاقون أيام زمان بدير الزور
الحلاق شخصية فرضت حضورها في الموروث الشعبي, نظرا لطرافة هذه الشخصية وللقصص الكثيرة التي تدور حولها إضافة إلى أنه كان يقوم بمهام الطبيب لبعض الحالات المرضية .

أيام الكولونيا والبرينتين
كنت أشاهدهم يمكسون بقشاط من الجلد مثبت على الجدار وباليد الاخرى موس يمرره على القشاط من الأعلى للاسفل وبالعكس عرفت بعدها أن العملية هي لسن الموس الذي يستخدمه في الحلاقة , و إلى الآن لا أعرف كيف يمكن للجلد أن يشحذ الفولاذ.؟
كرسيّه يشبه كرسي طبيب الأسنان, يتوسط الدكان يرتفع ويهبط ويدور بطريقة ميكانيكية, ومرآة كبيرة ورف أمامها تتبعثر فوقه أدوات الحلاق الكثيرة, كالمقصات والمواس والفراشي وقناني ملونة لأنواع من العطور المحلية ما أنزل الله بها من سلطان 😂 وزيوت شعر وأمشاط وغيرها…
صفة غير محببة لازمت الحلاق وهي ( الثرثرة ) وقد قيل الكثير عن الحلاق وثرثرته ربما ليست قاعدة لكنها على الأغلب صحيحة لأن مهنته تفرض عليه الكلام من أجل تسلية الزبون وأن لابشعر بالملل بينما هو يقوم بعمله.
الحلاق مصدر رعب للأطفال “وما تحلق الولد إلا طالعة روحك وروح الحلاق وهو يحامص ويبكي ويصرخ وأبوه مثبته عالكرسي كأنه مجرم” 😂.
سوف أذكر بعض الحلاقين الموغلين في القدم مثلي 😂 وتواجدهم طبعا في سوق الجبيلة حيث نشأت هناك:
-المرحوم أحمد السلطان ومحله مقابل مكتب الحبوب ..
-حسن المصيطف وقد إشتهر بقصاته السريالية “هذا إذا سلم طرفأذنك من مقصه رحمه الله” – سعيد الكمش, .. وابراهيم الحساني.. ومخلف الرويلي ابو تميم وهذا الرجل غاية في الطرافة فهو سريع البديهة حاضر النكثة…
-وكدت أن أنسى حلاق ذاعت شهرته دير الزور كلها وهو “(أخو تفحة)” حتى أصبح مضرب مثل في الحلاقة الرديئة, و عندما يريد أحدهم أن يغيض الآخر أو يستهزء به يقول له “شكون حيلق عند أخو تفحة”.
ومع مرور الوقت وظهور الصالونات الحديثة بدأنا نفقد ونفتقد الحلاق تلك الشخصية الطريفة.
رحم الله حلاقي زمان و أيام الكولونيا والبرينتين .
-جودت السلمان-



