أعلام من حاضرة الفرات
الشيخ أحمد الحمزاوي الملقب ملا أحمد

الشيخ “أحمد العبد الله الحمزاوي ” | الملقب :ملا أحمد
بقلم الباحث : غسان الشيخ الخفاجي
-الداعي إلى الله وتعليم كتابه في ريف ديرالزور –
هو :
الداعية ..الهادئ ..الكريم السمح ..التقي الورع ..يحبه الصغار والكبار ..مرشدا ومعلما وقدوة يدخل إلى القلب ..بلباقة لسانه وبشاشة وجهه وحسن المحيى..
ويكاد اللقب (ملا أحمد ).. يطغى على الاسم ..ومن شدة ورعه لا يقبل من أحد تقبيل يده يسحبها مستغفرا الله عز وجل ..كان ملاصقا لعامة الناس بمختلف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية ويزورهم ويزورونه..وبين عينيه ({ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… } (سورة النحل 125)
.منخفض الصوت هيبة ووقار العلم تقرأها في وجهه سخيا في التعليم وتحفيظ كتاب الله بإسلوب سلس بدءا من تعليم الأحرف إلى لفظها.. …وكان رحمه الله يرتدي الكوفية والعقال والعباءة (الخاجية )..لباس أهل المنطقة في تلك الفترة حتى يشعرهم أنه واحد منهم (كلما المرء زاد علما زاد تواضعا )..نحيل الجسم
..أقرب إلى الطول (لم يكن طويلا بالمعنى المتعارف عليه للطول )حنطي البشرة
وسيما وجهه نوراني ..ثقافته عالية وراقية..ودائما يدعو إلى المحبة ونبذ الخلافات قبل تلقي العلم .. هكذا كان أغلب مشايخ تلك الفترة ..فما بالكم برجل ترك المال والتجارة ليدعو إلى الخير ومعرفة الدين وسماحة المسلم وحسن الخلق ..ولم يشدد ,ولم يكفر أحدا ولو اختلف معه بالرأي , وأن الإنسان أمانة الله على الأرض ولقد كرمنا بني آدم , والمسؤولية الأولى تقع على العلماء لأنهم لم يوصلوا الدين بالشكل الصحيح لعامة الناس ..هكذا فهموا الدين وهكذا أوصلوه لتلاميذهم رحمه الله ..ورحمهم أجمعين..
ولد الشيخ أحمد العبد الله الحمزاوي بدير الزور عام 1880م وكان والده الشيخ عبد الله فقيهاً ومدرساً للقرآن الكريم والفقه الإسلامي
انتقل الشيخ أحمد مع والده إلى مدينة حماه ، وعاش فيها فترة صباه وشبابه وكان يساعد والده في تدريس القرآن الكريم والفقه الإسلامي وكان إضافة إلى التدريس تاجراً للخيول العربية الأصيلة
رحل والده إلى مدينة أضنة وأنطاكية وزار كامل لواء اسكندر ون وبقي في اللواء عدة سنوات ثم عاد إلى دير الزور وبالتحديد إلى مسقط رأسه في قرية الشميطية
كان أحد رواد مجلس الشيخ العلامة محمد سعيد العرفي وبعد أن استكمل علومه من الشيخ سعيد نصحه أن يتجول في القرى ليعلم أبناء الريف أصول دينهم فسافر وتجول وكان داعية إسلامياً للدين والفقه والتشريع وبعد طول تنقل وتجوال استقر في قرية (السويدة) التابعة لدير الزور مدة 35 عاما وقد منحته دار الفتوى العامة في الجمهورية العربية السورية وثيقة حق ارتداء الكسوة الخاصة برجال الدين المسلمين للإمامة والخطابة بناء على أحكام المادتين 5 و 7 من المرسوم التشريعي رقم 33 تاريخ 2 ربيع الثاني 1371 الموافق في 30 كانون الأول 1951
انتقل بعدها الشيخ احمد إلى بلدة معدان جديد عام 1959 ليتابع تعليمه القرآن الكريم وفقه السنة وقد كان بيته مشرعاً لطالبي العلم وكانت حلقاته الدينية يؤمها الصغار والكبار وتسلم إمامة جامع معدان جديد والتدريس والإفتاء فيه …والخطابة عند غياب الشيخ طه الحسون( مع الشيخ الحاج بلاش والشيخ الحاج رشيد المساعيد وكلهم من دير الزور )حتى وفاته 1975 ودفن في قرية معدان جديد
ومن تلاميذه واللذين أخذوا منه وعنه : جميع سكان المنطقة اللذين يحضرون مجالسه : ومنهم الباحث غسان الشيخ الخفاجي , ومحمد رمضان الشيخ.
وكان له الفضل في تحفيظهم لكتاب الله عز وجل ..
ومعرفتي به معرفة شخصية وكنت أحد تلاميذه في صغري وتتلمذنا وأهل البلدة على يديه .
للشيخ الراحل مخطوطات هامة في الفقه الإسلامي وأخرى في النحو والصرف
بقلم الباحث : غسان الشيخ الخفاجي
………………………….



