تراثعادات وتقاليدمنوعات
مقهى الأمراء وهواية الحمام في دير الزور|جودت السلمان
هواية الحمام بدير الزور
تربية الحمام ثقافة ضاربة في القدم.
و الولع بهذا الطائر الجميل توارثته الأجيال ليومنا هذا.
لكن للحمام وتربيته في دير الزور قصة أخرى:
فالحممجي في المجتمع شخص غير مرغوب وسمعته سيئة, وقيل أن شهادته غير مقبولة في المحاكم !!! لا أعرف السبب لكني أرى إنه إجحاف لا مبرر له بحق هذا الإنسان الذي إختار هواية تبدوا لي نبيلة .
فحين تتعامل مع مخلوق آخر وتقدم له الماء والغذاء والرعاية فهذه صفة إنسانية راقية .
أتذكر من أسمائها “الجرجخلي” و “البايملي” و”الأورفلي” و “أبيض دنب” و “أسود ذنب” و”الاستنبولي” إلى ماهنالك من أسماء كنت أسمعها.
وللحممجية مقهى خاص بهم واسمه/ مقهى الأمراء “قهوة الحممجية”/ يقع جانب شركة الكهرباء القديمة, يرتاده ويتجمع به من يهتمون بهذا الطائر….
لايتكلمون سوى عن الحمام ويسهبون في وصفه وحين تسمع أحدهم وهو يوصف حمامته تحس إنه يتغنى بامرأة فائقة الجمال.
منهم من يدلل حمامه ويلبسها أطواق من الخرز الأزرق عن العين أو يضع الحجول في أقدامها .
يربى الحمام عادة على أسطح المنازل. إذيقضي الحممجي جلّ وقته على السطح برفقة حماماته, تارة يطعمها وتارة يطلقها لتطير, على شكل ( كشة ) وعلى شكل دائري وينزلها متى شاء بواسطة حمامة تسمى “الفرفوحة”.
والطريف هو أن الحمام يعرف ويميز صفير صاحبه, ويفهم عندما يسمع الصفير عليه أن يحلق عالياً, وعند نزوله يكافئه بحفنة ذرى يرشها أمامه…
في بعض الأحيان يقع أحد الطيور أسيرا لدى حممجي آخر ومن أجل إنقاذه يجب على صاحب الطير الأصلي أن يدفع الجزية لإستعادة طيره .
واليوم سماء دير الزور تفتقد وتشتاق طيور السلام هذه لتحل محلها طيور من نوع آخر مصنوعة من الفولاذ ترسل الموت والدمار.
..الباحث جودت السلمان