تاريخمدن فراتية
حدث في يوم 29أيار 1945الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي وعام الدانة في دير الزور
الثورة السورية الكبرى وعام الدانة في دير الزور 1945م

- حدث في يوم 29أيار 1945الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي ومشاركة دير الزور بها:
قادة حاميات مناطق دير الزور الذين طردوا الاستعمار الفرنسي من أرض الفرات في حزيران 1945.الثورة السورية الكبرى عام 1945
في ليلة 29 أيار 1945 ألقى أحد المواطنين قنبلة انفجرت في دار الاستخبارات الفرنسية، وفي الصباح كانت تمر سيارة الكولونيل شوتيل بالشارع العام فأحرقها الأهالي وجرحوا سائقها الفرنسي, ونظموا مظاهرة أمام الدرك الفرنسي، فأطلق عليهم الدرك النار فوقع حسن المشهور الحمد شهيداً، وأخذت زوجة أحد الضباط الفرنسيين بإطلاق النار على المتظاهرين, واستطاعوا الوصول إليها وقتلها ورميها من الشرفة و التهب حماس الثوار واندفاعهم ، فقطعوا كافة الطرق بالحجارة، وقطعوا أسلاك الهاتف لإيقاف الاتصالات.
واجتمع وجهاء المدينة وزعماء العشائر مع المحافظ غالب ميرزو بدار المحافظة في دير الزور، لدراسة الوضع وأخذ كافة التدابير السريعة والكفيلة للقضاء على القوات الفرنسية، و مرت مظاهرة قوية كانت تطوف شوارع المدينة فأطل عليهم حسين السراج من شرفة المحافظة وألهبهم بخطبة حماسية, ثم حدثت مناوشة مسلحة عند مدخل الجسر المعلق مع حامية الجسر الفرنسية، على إثرها استسلمت الحامية الفرنسية وقتل الثوار 15ضابط وضابط صف, فأطلق الفرنسيون النار على دار المحافظة
واخترقت رصاصة النافذة, وقتلت الشيخ فاضل البدر أحد رؤساء عشائر البكارة[1]. تم ذلك في 29 من شهر أيار عام 1945م[2]. وخلال الاشتباكات المتتابعة استطاع الثوار من اعطاب مصفحتين نوع بلاندي. واشتدت المعارك, فهاجم الثوار دار المندوبية مهاجمة قوية، وقيادة الموقع، ومكتب الاستخبارات، ودائرة الأمن العام. وسقط في هذا الأثناء علاوي الدواس الرداوي شهيداً والذي كان يرمي الاستخبارات من فوق أحد الاسطحة. واستطاع الثوار بصب البنزين على باب الشرطة العسكرية وإشعال النار، كما فتحوا ثغرة في جدار الدائرة العسكرية المحاصرة, وتمكنوا من إلقاء القبض على كافة الأفراد، معلنين تطهير المكان من الاحتلال الفرنسي.
ولما أحست السلطة الاستعمارية أنها وقعت تماماً في القبضة الدّيرية، بفعل بطولاتهم وصمودهم، انسحب الفرنسيون من كافة الدوائر إلى ثكناتهم خارج المدينة، ومن ثكناتهم البعيدة نصبوا المدافع والمتاريس ليطوقوا المدينة ويفرضوا عليها الحصار. فقامت الطائرات بقصف الدّير العتيق وبقية الأحياء ( حميدية والعرضي والرشدية) وتركز القصف الأعنف على الدّير العتيق. وقطعت عن المدينة المياه والكهرباء وعاشت المدينة في ظلام دامس[4]. وأمُطر الدّير بحمم القنابل والقذائف, ونُسفت البيوت بالمدافع والطيران ودُمرت الكثير من المنازل عن بكرة أبيها، واستطاع الأهالي من الاحتماء بالبساتين والقرى القريبة، والبراري والمغاور.
. المراجع:
[1] ابراهيم علوان – بطولات على ضفاف الفرات.
[2] أدهم الجندي – مجلة العمران –
[3] – د. علي الشعيبي وآخرون – دير الزور ماض عريق وحاضر مشرق
[4] أدهم الجندي – مجلة العمران –
