عادات وتقاليد
قيالة ديرية – حرالصيف بدير الزور- ذكريات من الزمن القريب| جودت السلمان
حرالصيف بدير الزور
((( قيالة ديرية )))..هل تعود؟؟؟؟

كانت فترة القيلولة في دير الزور طويلة جداً ( طبعاً قبل الحرب ).
فهي تمتد من ست إلى سبع ساعات نظراً لطول النهار في الصيف وشمسه الحارقة, وفي فترة القيالة تحس أن هناك حظراً للتجوال.
فالمدينة خاوية على عروشها والمحلات كلها مغلقة والكل يهجعون في بيوتهم بعد غداء دسم ترافقه قدرية الشنينة والمفارقة الغريبة هي أن كل الأكلات الدهينة والثقيلة والدسمة نأكلها في الصيف بدءاً بالبامية المخوثرة بالدهن والعصاعيص إلى المحاشي إلى القارن يارق إلى الثردات والكبسات وغيرها…
ولكل بيت قصة وحكاية ففي فترة القيلولة تظهر كل مشاكل الأسرة, من مشاكل الأطفال إلى المشاكل العائلية والاقتصادية .. وتحدث مشاجرات بين الأطفال والآباء والأمهات ولا تسمع غير الصراخ… ويمكن تكون “طافية الكهربا” والدنيا لهيب والكل معصب وما تخلص فترة القيلولة حتى تطلع روح الواحد.
ولا يصدق المرء متى يهرب من البيت ومشاكله، وحين تميل الشمس للغروب تبدأ الحركة في المدينة رويداً رويداً إلى أن تصل إلى الذروة بعد المغرب.
فيخرج الديريون من منازلهم اللي لقضاء الزيارات أو لشراء الحاجيات أو الذاهب للمقهى والرايح على تعزيب.
حركة غريبة عجيبة الأسواق مكتظة بالبشر والعربانات والباعة الجوالون وعربات الأطفال وسيارات وتكاسي والأرصفة تمتلئ بالبضائع وبشر مثل النمل.
وأحياناً تشوف أناساً لم ترهم.
ومن يرى الدير بفترة الظهيرة ويشوفها بعد المغرب لايصدق من أين جاءت تلك الأمة.
وإذا صادف مرورك من شارع ستة إلا ربع أو شارع حسن الطه لعمل ما فانك تدخل متاهة مالها أول ولا آخر, أشكال وألوان صغار وكبار وناس تتدعثر بناس وما تعرف تدحق على مين……
ومع مرور الوقت يخف الزحام لتمتلئ المقاهي وعلى بوراكو وشاي وقهوة وسيكارات حتى ساعة متأخرة من الليل ليعودوا بعدها للمنازل.
وكل واحد يشتري شيئاً بطريقه مثل الخبز أو الخضرة أو الفلافل للعشاء .
وأغلب سكان الدير يتناولون طعام العشاء عند الواحدة أو الثانية فجراً.
والغريب أن الأطفال لا ينامون ولا يحسون بالنعاس بل على العكس يزدادون نشاطاً وحيوية كأنهم مخلوقات من نوع آخر.
ليالي طويلة وذكريات حديث ومزاح مع الأصدقاء نفتقدها في الكثير من الأحيان فهل تعود؟؟؟
..جودت السلمان



