لا تغيب البقلاوة عن أعراس وأفراح الديريين في السابق وحين تشاهد صواني البقلاوة تدخل إلى منزل يتبادر لذهنك فوراً أن هناك عرس.

كانت البقلاوة سيدة الحلويات بلا منازع.
لا أعرف أصل كلمة البقلاوة ومن أين أتى لكني أعتقد أن أصولها تركية واستخدمناها في لغتنا كغيرها من المفردات التركية الكثيرة.
برع السوريون في صناعة هذا النوع من الحلويات وتفوقوا على الأصل إن كان تركي.
وحين نتكلم عن البقلاوة لايسعنا إلا أن نتذكر(أولاد هايس) فقد كانت الحلويات التي يصنعونها تعتبر من الطراز الأول نظراً لجودتها وطيب مذاقها .
ونذكّر بمحلهم الكبير والأنيق وسط الشارع العام, محل يمتاز بنظافته وأناقة ديكوره ويبيع الكثير من أصناف الحلويات بدءاً بالمستت وانتهاءً بالهريسة.
تدخل المحل وتجلس على طاولة ويقدم لك الماء البارد مجاناً والشوكة والسكين تترافق دائما مع طبق أو صحن الحلو الذي تطلبه.
رائحة السمنة العربية تملأ أرجاء المكان وصواني الحلويات الكثيرة المرصوفة بإتقان في واجهة المحل تجعلك تحتار ماذا تشتري.
ظلوا أولاد هايس أباطرة السوق في صنع الحلويات لفترة من الزمن وبعدها بدأت تظهر أسماء أخرى شهيرة في هذا المجال كالحمصي وغيره من الأسماء التي نالت قسطاً وافراً من الشهرة .
لم تقتصر صناعات عند أبناء هايس بل دخلوا أيضاً لصناعة المرطبات والمثلجات (كالبوزا,والدوندرمة ) والكلاسيه وغيرها.
وبمناسبة الحديث عن الدوندرما لا يسعني إلا أن أتذكر المرحوم جمال بعاج “أبو انور وطلعت وعدنان” حيث كان صاحب محل لايقل فخامة عن محل أولاد هايس, رجل عصامي يتميز بأخلاقه العالية مماجعله يفرض احترامه على الجميع.
و يقع محله وقتها مقابل الجامع الحميدي في الشارع العام وبالتحديد محلات عكل حاليا.
في هذا المحل تقدم الدوندرمة في كؤوس زجاجية أنيقة وتشاهد باستمرار عمال المحل وهم يحملون الصواني وفوقها كوؤس البوزا كطلبات للمحلات المجاورة وأكثر زبائنه هم من طبقة النخبة في دير الزور آنذاك.
يحلو الحديث عن البقلاوة وأيامها التي لاتقل طيبة وحلاوة عنها وجعل الله أيامكم عامرة بكل ماهو حلو أصدقائي.
جودت السلمان



