تراثمدن فراتيةمنوعات
ذكريات من دفاتر عتيقه..السينما بدير الزور| جودت السلمان
السينما بدير الزور " أيام زمان"
مابين ستينات وسبعينات القرن الماضي كانت دور السينما الثلاث(القاهرة-فؤاد-الفردوس) تعتبر المتنفس الوحيد في دير الزور.

وأخذت حيزاً كبيراُ من اهتمام الشباب, ومتابعة أخبار السينما ونجومها الذين تألقوا في تلك الفترة ومعرفة أسماءهم وشراء صورهم وعمل ألبومات من شرائط ” النيجاتيف الصغيرة التي تحوي صورهم” حتى أن البعض يفتن بممثلة جميلة ويهيم بها عشقا ولا يفوته فلم من بطولتها وهناك من وصل به الأمر إلى وضع صورتها تحت وسادته قبل النوم كي يحلم بها ههههههه.

من أرشيف غسان الشيخ الخفاجي
أما حين يكون الفلم قوياً ويعرض لأول مرة فهذه قصة أخرى:
وتزدحم السينما بالبشر وعلى شباك التذاكر تجد “ناس فوق ناس” وتحدث مشاجرات وإن استطعت أن تحصل على تذكرة فإنك تخرج من بين الجموع تتصبب عرقاً و قد تقطعت أزرار قميصك أو “كلابيتك” وشعرك منفوش وكأنك خرجت من تحت أنقاض برميل متفجر.
وفي أغلب الأحيان تتدخل الشرطة العسكرية لتنظيم الحشود وحفظ النظام ولا توجد مشكلة إن أكلت قشاطين أو ثلاثة.. المهم تدخل السينما .
هذا في الخارج أما في الصالة فكأنها خلية نحل كل يبحث عن مقعده وإن كان الفلم قد بدأ تجد الناس تتعثر ببعضها في الظلام , بإنتظار حامل البيل (العامل المختص) الذي يدل كل واحد على مكانه حسب الرقم. ويحدث أحياناً أن تتطابق الأرقام بسبب خطأ قاطع التذاكر, وتحدث مشاكل ويتضايق البعض من اللغط والكلام ويصرخ
[[خلونا نفهم الفلم ياشباب]] …..
وحين يستتب الأمر ويجلس كل واحد في مكانه تبدأ أفواج أهل ” الجيكية ” – الربع ليرة-وفوضى أخرى…
وهؤلاء ليس لهم مقاعد ويجلسون على الأرض في الممر وقد يضطر الأمر (بعمور رحمه الله) ان يستعمل العصا لإسكاتهم هههههه
…. وأحياناً يكون أحدهم يجلس خلفك ويكون قد حضر الفلم سابقاً ويبدأ باستباق أحداث الفلم ويروي ما سيحصل مما يثير غضب البعض.. فيطلبون منه السكوت ويسكت قليلا.. لكنه يعاود الكلام وتتكرر العملية وتؤدي إلى مشاجرة “كونة” ويخلص الفلم “”وما حدا فهم شي”” .
إي عاد هاي سينما هههههه فلام .
بفلم: جودت السلمان



