دكة السنغال

جاسم هويدي
أبناء الفرات لايرضون الذل ابدا و من مبادئهم ( عش عزيزا او مت وانت كريم –بين طعن القنا وخفق البنود ) –دخل الاستعمار الفرنسي سورية في 24تموز 1920 ووصل جيشهم الميادين عام 1921م واحتلوها كما باقي مدن سورية –لم يستكن ابناء سورية ولم يقبلوا الاستعمار البغيض وبدأت ثوراتهم في الغوطة وفي جبل الزاوية وفي الحفة جماعة البيطار اديب ومحمد وعمر ابناء الفرات الاشم وفي الجزيرة سعيد الدقوري وثورة بياندور وعامودا والجوالة ورمضان شلاش وكسار الجراح ومشرف الدندل ويوسف الحمداني ومعركة النسورية وابو سيباط والبو خابور والعنابزة وحمود الحمادي في معركة السن وشحاذة ابو زيانة في الصور وديرالزور أما دكة السنغال كما تسمى بعرف ابناء وادي الفرات فقد كان جنود الجيش الفرنسي وعدته من المستعمرات من تونس والجزائر والسنغال .
ففي عام 1920 اثر خروج العثمانيين من وادي الفرات شكلت قوات محلية في بلدة الميادين بقيادة الضابط النقيب عبدالمحسن الهفل خريج استامبول فأدار البلدة بدرايته وحكمته وثبت دعائم حكومة الامير فيصل بن الحسين الذي نودي به ملكا على سورية وفي عام 1921 وصلت الى بلدة الميادين حملة فرنسية بقيادة الضابط الفرنسي ديبيوفر وأخذت تجمع الضرائب من الاهالي وتصادر الاسلحة ومكثت في الميادين عدة ايام وفي عام 1937 اثناء قدوم ضابط المخابرات الفرنسي الى الميادين تصدت له مجموعة من الثوار الوطنيين ورشقوا سيارته بالحجارة محاولين قتله وزوجته ومعربين عن استيائهم من استمرار المستعمر الفرنسي المحتل للبلاد فتحطم زجاج السيارة وهرب الثوار الاان الفرنسيين امسكوا بهم واحضروهم وحينما عرضوا على المستشار الفرنسي وزوجته اشارت على الثائرعبد الوهاب الضويحي فعرفته اثر علامة بوجهه فاقتيد الى سجن ديرالزور وكان معه اسماعيل الاحمد الخالد وبلاط الحاج مجيد وحمادي الضويحي وجميل خضر الحمادي وحمود الناصر وشاكر السليمان وآخرين تحركت السيارة باتجاه ديرالزور فسأل العسكري الثائر عبدالوهاب أتدري الى اين انت ذاهب ؟
فأجاب عبدالوهاب : لااعرف قال العسكري الى الاعدام فصاح عبدالوهاب ومن كان معه وبصوت عال -تسقط فرنسا تحيا سورية !
واودعوا السجن وهم يغنون بروح عالية :
ياظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا فجر مجد يتساما
وقدمت تعزيزات من الجيش الفرنسي لبلدة الميادين فهاجمهم شبا ب الميادين وقتلوا قسما منهم وأغلبهم من جنود السنغال وأحرق الثوار مؤسسة الجمارك ومافيه من عتاد ومحتويات وصعد احد الثوار من عشيرة العقيدات ( رثيع الحمادة السلامة من الشحيل ) الى سطح سرايا الميادين وقتل رامي الرشاش ( متراللوز ) بخنجره ورماه الى الارض وافرج عن المساجين الثوار واستلب الرشاش وسلم لمشيخة الهفل ومازال الرشاش موجودا لليوم .وفي الحسكة كان الرئيس شكري القوتلي سجينا وقاسم الدخيل الابورسان موظفا ( كاتب رسائل في محافظة الحسكة ) فكان قاسم يزور السجين شكري القوتلي بالسجن باستمرار ويخبره عما يجري في البلاد ويقدم له مايحتاج من حاجيات وحينما افرج عن السيد شكري القوتلي من السجن وتسلمه رئاسة البلاد اهدى مسدسه الحربي للسيد الوفي قاسم الدخيل عربون محبة الوطن
بقي السيد عبدالوهاب الضويحي رهن الاعتقال في سجن ديرالزور مدة 16 يوما ثم افرج عنه . ولا ننس مدينة البوكمال التي استقلت من الاستعمار الفرنسي قبل باقي مدن سورية ورفع على ساريتها العلم الوطني بتسعة اشهر -هذا الفرات العظيم وهؤلاء ابناؤه اعزاء لايقبلول الضيم .
…الباحث جاسم الهويدي



