سلام سليم أرق من النسيم ، ريح وريحان وجنات النعمان.

إلى ماهنالك من هذه العبارات والجمل والتي تسمى (الديباجة) وهي مقدمة الرسالة يضمنها المرسل كل مشاعره وعواطفه للمرسل إليه ، هكذا كانت تبدأ رسائل أيام زمان .
لم يكن الجميع قادرين على صياغة الديباجة فهي تتطلب خيال خصب وإلمام بالسرد من أجل أن تكون الرسالة مؤثرة.
وخاصة إن كانت رسالة عاطفية… وعلى ذكر الرسالة والرسائل تخطرني أمور طريفة ومضحكة وأعتقد أن جميع من عاشوا تلك الفترة قد مرو بها ويتذكرونها جيداً,
فكم كتبنا رسائل وهمية بمخيلتنا وحلمنا بإيصالها لحبيبة عشقناها وعانينا نار الوجد وسهد الليالي من أجلها… من دون أن تعلم بذلك الحب العذري ومن دون أن تعلم حتى بوجودنا أصلاً. أما إذا كانت رسالة حقيقية فان المعجزة هي طريقة إيصالها وكنا نختلق عشرات الأعذار , والأساليب كي نوصلها لها فتارة نرميها أمامها على أساس وقعت منا وتارة نرسلها مع طفل وأحياناً ندسها في علبة كبريت فارغة على مرأى منها.
كثيرة هي القصص والأفلام, فقط من أجل إيصال رسالة!!!
يسيطر علينا الخوف خوفاً من أن تقع الرسالة بيد أحد أو يكتشف أمرها …فإنه ذنب لايغتفر وقد يتطور الأمر إلى نتائج لاتحمد عقباها…
كنا نحرص أشد الحرص على سمعة الفتاة التي تبادلنا نفس الشعور ونتجنب أي شيء يسيء لها.
اليوم تحولت المشاعر والعواطف إلى نبضات إلكترونية نتبادلها بسهولة ومع من نريد حتى بدون سابق معرفة…
كلمات مكررة وممجوجة دون أي جهد عقلي ودون ورقة او قلم.
في عالمنا الإفتراضي اليوم كسر القلم وذهب بعيداً عن كل ماهو جميل في العقل وأصبح في الغالب زينة في الجيوب وسبحان الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .
بقلم الباحث: جودت السلمان



