الشيخ :عبد الجبار المفتي | علّامة دير الزور

الشيخ العلامة : عبد الجبار المفتي

….

تزين القول في ميزان عــــدل …. بهـدي السنـةوالقـــــــــرآن غالــب
تجيــــب (أقول)فهــــي نـــــور … من التبــر النفيــس بلا شوائــــــب
ويرتاح الضمير لحســــن قول ….. كحـــــق اســتدل إليه صاحـــــــب

فقيه لغوي من الطراز الأول.. شافعي المذهب.. ويفتي على المذاهب الأربعة ..
ويجيد كثيرا من المهن اليدوية.
وهو شاعر مرهف الحس… وخطيب مفوه لأكثر من خمسين عاماً .
والده :  الشيخ محمد سعيد بن عبد القادر بن محمد المفتي بن الملا مصطفى و يعود نسب الشيخ إلى آل علي رضي الله عنه فهو من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

و “عبد الجبارالمفتي “أحد كبار العلماء والفضلاء و شيخ المذاهب الأربعة وأستاذ المواريث في سورية .
ولد الشيخ عبد الجبار 1933 م وهو الابن الأكبر للشيخ محمد سعيد المفتي .

تقدم إلى امتحان الابتدائية( السرتفيكا) بصفة طالب حر عام 1950 م ونالها
والإعدادية (بروفيه) بصفة طالب حر عام 1953 م ونالها .
وحصل على الثانوية العامة (البكالوريا)- الفرع الأدبي _ دراسة حرة عام 1961 م .
وبنفس العام أجازه والده محمد سعيد في العلوم الدينية والشرعية ,
وسجل في كلية الشريعة جامعة دمشق , ولكن الظروف حالت بينه وبين الجامعة بسبب مرض والده حيث جلس إلى جوار أبيه بمرضه ويسهر على علاجه إلى أن فارق الحياة رحمه الله تعالى.
تقدم لامتحان أهلية التعليم الابتدائي – الصف الخاص- عام 1962 ونجح فيها
عين في عدة مدارس منها صقر قريش ,الهاشمية,فيصل ,طارق بن زي )..ومعلما في المحطة الثانية ,
عين خطيبا وإماما لجامع الروضة 1965 م حتى وفاته رحمه الله عام 2009
, ندب لتدريس اللغة العربية في المدارس الإعدادية بدير الزور ,
ومدرسا للعلوم الدينية في الثانوية الشرعية .
مولع بنظم الشعر منذ المرحلة الابتدائية ..وله المئات من القصائد الوجدانية ,والوصفية , والدينية .
تلقى علومه الأولى في دير الزور ولم يكملها بسب الظروف المادية , فعمل في مهن شتى .
تلقى علوم اللغة العربية وقواعدها والفقه الفرائض والحساب على يد والده العلامة الشيخ محمد سعيد المفتي , ونبغ بها لشدة ملازمته لدروس والده , وكان أمين فتواه .
عمل في حقل التدريس وعلم في مدارس دير الزور والحسكة والرقة ومدارس حقول نفط العراق .
وساهم في تطور وسائل التعليم حيث عمل مديراً لوسائل التعليم لسنوات طويلة .
وقد نذر نفسه لخدمة العلم الشرعي وخاصة علم الفرائض .
وقصده المريدون من أماكن كثيرة وبعيدة وتخرج على يديه الكثير من العلماء والخطباء واللغويين .
وهو شاعر رقيق الاحساس , وفقيه يميل إلى الوسطية في كل شيء , يفتي بما هو أيسر إلى مقدرة الناس دون الخروج عن النصوص .
يدعو إلى الجماعة وعدم التفرقة , وإلى وحدة المسلمين في كل مكان ولا يميل إلى فئة ما .

من مؤلفاته:
معجم وادي الفرات
-كيف تتعلم الفرائض من دون معلم
– المقامة الرستانية
– صور من حياتي
-إعراب الجمل
– العروض والقوافي
– الخطابة 3 أجزاء (الخطب الجمعية)
– شرح شواهد اللغة العربية (12 جزءا)
– رحلتي إلى الحج
– مجموعة قصص منوعة
– الملك لير لشكسبير (ترجمه)
سلسلة علمية في صنع الوسائل التعليمية من خامات البيئة المحلية
– ديوان شعر
– الحج والعمرة
– كتب تمثلية (المرشد والمهرج)
– نهاية الغرور أو الشيخ زعرور
وله نشرات علمية ودينية , ومجموعة من الفتاوى جمعها عنه تلاميذه .
نذر الشيخ رحمه الله نفسه لخدمة دين الله عز وجل, وتعليم عامة الناس وخاصتهم وايصال مفهوم المعاني الحقيقية للرسالات السماوية ..

ومفهوم الإسلام كآخر الرسالات ((دين الفطرة النقية)..

فأرسل العلي القدير أفضل مخلوقاته لحمل تلك الرسالة السامية ..

فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..وقال فيه المولى عز وجل ({ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (سورة القلم 4)..أما هدف رسالة الإسلام فهي الرحمة لكافة المخلوقات { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } (سورة الأنبياء 107)..تلك كانت من القيم والمعاني التي ينتهجها الشيخ ” عبد الجبار” ويوصلها للناس .
كان رحمه الله شيخ الحكمة والموعظة الحسنة

{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة النحل 125)
وكان :
غمــــامُ شـكـــرٍ مرتـجى في شــحّ دهـرٍ ممـــحــل
في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم كان للشيخ درس قبل صلاة الجمعة ..وعظ وإرشاد وتعليم لأمور الدين .
وبعدها أصبح للشيخ مجلس وعظ وإفتاء بعد نهاية خطبة الجمعة بجامع الروضة.. وفي تلك الحلقات التعليمية, غالبا ما يعتمد على الجانب العملي في تعليم بعض الفرائض كالصلاة ..وكيفية الحج من لباس الإحرام إلى طواف الوداع ..
و خطبة الجمعة عنده لا تشعر بزمنها تبقى مشدودا لأسلوبه بين الآية والحديث والقصة ذات المغزى …
أفكاره مرتبة ..وخطبه أحيانا يقسمها على عدة جمع , كما في السيرة النبوية (خلال شهر محرم)..وفي رمضان يذكر بغزواتها ….ومقدار زكاة الفطر ..والتذكير بالزكاة بشكل عام ونصابها ..

ومن قصيدة (هذا الحسيني) لـ(غسان الشيخ):
غمــــامُ شـكـــرٍ مرتـجى في شــحّ دهـرٍ ممـــحــل
افخـــرْ بــه ِفـاقَ الــــورى للعلـم ِ أضـحى المـــوئـلِ
إنْ قـــــالَ شــيخـي فــتوةً ذكِـــــرَ الـرعـــــــيل الأول
مصــحـحاً مـــا قــــد بـدا إن حــــلَّ أمر مشـــــــكل
شـيــــخٌ ســـما في علمه ِ نحــــوَ النـجــــــوم ِمـزلزلِ
افخــرْ بــه فرعُ الحســينْ طيـبُ الفـــــــروعِ مؤصـــلِ
ســـــليـلُ ينبوعِ التــــقى هــــذا الحســـيني ســـل
مــــاذا أقــــــولُ لـهـمــة ٍ عليـــاءَ زحــــف الجحفــل
مـاذا أقــولُ بأبي زهـــير كـلّ القـوافـي تـجـمـــــــل ِ
ومن أبيات أخرى تعبر عن حال من استمع إليه وحضر خطبه ومجالس علمه :

أحبـك في الله, كحــب طفــل مشـــــتاق لصـــــدر عنه غائــب
أبـــــا زهيــــر أفتينـــا بعلـــــم وزهــر الفــل لن يبخـل لطـــــالب
كأنـــك نجمــة في الدير لاحـت حمــــاك الله يا عـــالي المـــراتب
لنـــا في كـــل أسبـــوع لقـــاء لقـــاء الورد في دنيــــا الحبائــــب
فتفتينا وترشدنا بحـــلم صبور لم تشــــدد في المـــــذاهــب
تزين القول في ميزان عــــدل بهـدي السنـة والقرآن غالــب
بعصـــر ضــاع فيه الفقه حيناً و أحيانـــاً تســـخم بالغــرائـــــب
تجيــــب (أقول)فهــــي نـــــور من التبــر النفيــس بلا شوائــــــب
ويرتاح الضمير لحســــن قول كحـــــق اســتدل إليه صاحــــــــب

كان رحمه الله حليم , والحلم من الحكمة .بل كان رحمه الله شيخ الحكمة والموعظة الحسنة .

في 9/08/2009 من عصر يوم الأحد توفي فضيلة الشيخ عبد الجبار المفتي شيخ الإفتاء والصدارة بدير الزور , بعد صراع طويل مع المرض.
وشيعته مدينة ديرالزور يوم الاثنين الساعة العاشرة صباحا وصلي عليه في مسجده / الروضة / الواقع في منطقة الجبيلة .

الباحث : م . غسان الشيخ الخفاجي