تراث
الرحلة الطويلة والممتعة، باصات الهوب هوب – ديرالزور


الرحلة الطويلة والممتعة , باصات الهوب هوب| ديرالزور .
- كانت السفرة من دير الزور إلى دمشق تشبه رحلة ابن بطوطه لما فيها من مشاق ومخاطر وتعب ، لم يكن طريق دير الزور تدمر دمشق قد أقيم آنذاك ومن يريد السفر إلى دمشق عليه أولا أن يسافر إلى حلب ومنها إلى دمشق .
مدة الرحلة :
- كانت الرحلة تستغرق حوالي عشرين ساعة في باصات ” الهوب هوب” نظرا لوقوفه المتكرر طوال الطريق لتحميل البشر والغنم و أكياس الخضرة ، و زمورها هوائي مخيف, وفي الداخل مقاعدها من البلاستيك فهي لاهبة في الصيف و بوزا في الشتاء , وبالقرب من السائق وبمحاذاته مقعد طويل يتسع لثلاث أو أربع أشخاص والكثير كانوا يفضلون هذا المقعد في الشتاء لقربه من المحرك وللدفء المنبعث منه, وعلى جدران الباص الداخلية كتبت عبارات مثل ” ممنوع مد الرأس واليدين من النوافذ ” و” يجب على الركاب حمل هوياتهم ” و ” ممنوع البصق على الأرض” و ” ممنوع التكلم مع السائق .
وللسفر إلى حلب بالباصات يكون إما من الكراجات أو الدخولية( منطقة السبع بحرات الحالية)، والدخولية منطقة موحشة مظلمة في الليل , و لا يوجد بها سوى كشكا لبيع السجائر والكازوز وبعض الحلوى, ومنطقة الدخولية فيها منزلين أحدهما لبيت الشكرجي والثاني لبيت السواس , ومن الدخولية كانت تمر صهاريج البترول متجهة إلى حلب وتحمل أيضا راكبين إن أراد أحدهم أن يوفر بعض النقود و يسافر بها أكثر العساكر.
- وعلى الطريق بين دير الزور وحلب توجد ثلاث استراحات أهمها استراحة ا(لمقص)عند مفرق الرقة.
وكانت رحلة السفر طويلة وممتعة والجميل بتلك الأيام عدم التذمر من طول الوقت أو لتوقف الباص المستمر.
بقلم جودت سلمان