
لهجة دير الزور سماتها و جذورها
1- الاستنطاء :

عباس الطبال
هو جعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء.
– بمعنى قلب العين نونا إذا سبقت الطاء فيقولون:
أنطني كذا أي أعطني كذا وأنطى بدلا من أعطى , وينحصر الامر في هذا اللفظ :أي أعطى وتصرفاتها الفعلية وغيرها من المشتقات…. و هذا معروف لدى علماء اللغة .
وهي لغة سعد بن بكر وقيس وهذيل والأنصار واليمن والأزد وقريء بها ( إنا أنطيناك الكوثر)..
ووردت في الحديث النبوي أن الرسول صلى الله عيه وسلم قال ( اليد العليا المنطية , واليد السفلى المنطاة ) .
وقال عليه الصلاة والسلام ( إن مال الله مسؤول ومنطى )…
وفي كتابه عليه السلام لوائل : وانطوا الثبجة ..
وجاء في شعر أعشى قيس :
جيادُك خيرُ جياد ِالملوك.. ِ تـُصَانُ الجـِلالَ وتـُنـْطـَى الشعير .
وبعض قبائل قيس ما يزال يسكن المنطقة دير الزور وقراه .
وقد ورد في الأمثلة الفراتية: ( انط الخبز خبازه لو ياكل نصه ).
2- الإمالة :
وهي في الأغلب تكون في إمالة الألف نحو الياء..
أي إخراجه من مخرج صوتي بين الألف ومخرجه والياء و مخرجها ..
ويمكن أن نقارنه بمخرج مماثل في اللغات الأوربية والإنكليزية
كما يخرج الحرف المتكون من الحرفين ( a i ) في كلمة ( chain ) .
فيقول أهل الدير : مِحرِيث بدلا من محراث … ومسبيح بدلا من مسباح ( سبحة )
ومِجديف بدلا من مِجداف.. وعرزيلة بدلا من عرزال.. وغربيل بدلا من غربال
ومدميـﭻ ( مدماك قياس للارتفاع في مهنة البناء) …ومقثيه بدلا من مقثا ة
وقرىء ( بسم الله مجريها و مرسيها )
ونجد أن إمالة الألف إلى الياء قد حدثت في الأسماء الخماسية التي كان رابعها الفا وهنالك شواذ في هذا الباب فيقولون مثقال ومفتاح ولا يميلونها .
و إنما يكون شائعا في لهجة أهل المدينة (دير الزور )
أما الشوايا – سكان القرى أو الريف – فإنهم يبقون الألف على حالها ولا يميلونها فيقولون : مجداف وغربال مقثاة ( مِجثاة ) وغيرها .
فهم أقرب للفصاحة من المدينة في هذه الظاهرة
الباحث : غسان الشيخ الخفاجي …..