Uncategorizedأحياء ومعالمتاريخمدن فراتية
ثانوية الفرات أحد أهم معالم دير الزور الأثرية
ثانوية الفرات منارة علم وتفوق

ثانوية الفرات (تراث مادي)
من أقدم الثانويات في سورية تم بناؤها في أواخر عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني . وسجلت كأحد المعالم الأثرية في سورية.



وتتألف من ثماني غرف موزعة على طابقين, وباحة واسعة ودورات مياه , وسميت عند افتتاحها عام 1910م بالمكتب السلطاني : وضمت مرحلتين للدراسة:
المرحلة الأولى: تضم الصف السادس+ السابع+الثامن. وتخرج منها أول دفعة عام 1913م وحصلوا على الشهادة الرشدية التي تعادل الإعدادية أو مرحلة التعليم الأساسي.
المرحلة الثانية: مرحلة التعليم الإعدادي وتضم الصفوف: التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر, وتخرج منها أول دفعة عام 1917م وهي تعادل شهادة الثانوية اليوم (البكالوريا).

مناهج التدريس:
اللغة التركية هي اللغة الرسمية للمدرسة إضافة إلى اللغة العربية، ولغتين ثانويتين هما الفرنسية والإنكليزية أما الطاقم التدريسي في المدرسة فضم عدداً من المدرسين الأتراك إضافة لعدد من المدرسين العرب من أبناء المدينة ومن بينهم الشاعر محمد الفراتي والشيخ محمد سعيد العرفي ومحمد ظاهر المدلجي ونجم الدين المدلجي وعبدالله الحمد الرويلي.
وكان مرعي باشا الملاح أول حاكم عربي لدير الزور بعد خروج العثمانين و وصل دير الزور في 7 كانون الاول عام 1918 موفدا من قبل الحكومة العربية الهاشمية وفي عهده تم احداث ثانوية الفرات وبوشر بالتوسعة .. كما أنه هو من دشنها عام 1924 عندما كان حاكما لحلب إذ وقتها كانت دير الزور احدى متصرفيات حكومة حلب(من عام 1921-1924م).
وجاء في لوحة افتتاح المدرسة:

بدولة حاكم الشهبا مرعي سليل المجد ممدوح الخصال
ومندوب المفوض ذي المعالي بيوت الشهم معتمد الرجال
سنة 1924م..
كان المكتب السلطاني(مدرسة الفرات) مصنع الثوار,

ومعلميها وطلبتها طليعة
نضالية في وجه المستعمر الإنكليزي وبعده الفرنسي، وقادة النضال من المدرسين هم السادة: نجم المدلجي، زكي طاهر المدلجي، عبدالله الحمد الرويلي، محمد سعيد العرفي، محمد الفراتي، ومن الطلبة: جلال السيد، سعيد السيد، أحمد الفتيح، زهدي الفياض، علي الحافظ، عبد الرحمن وعبد القادر علوني، حسين السراج، توفيق ملا إبراهيم، عبد الحميد المشهور، إسماعيل مصطفى العاني .
وقد تعرض قادتها للنفي والطرد والملاحقة والسجن, فلجأ نجم المدلجي إلى الفلوجة في العراق, ونفي الشيخ سعيد العرفي إلى إنطاكية عام 1922م , وتخفى عبدالله الرويلي في قرية معدان, وسرح الشاعر الفراتي من عمله فترك دير الزور وغادر إلى العراق .
وفي عام 1930 أغلقت سلطات الإنتداب الفرنسي ثانوية الفرات وتحت ضغط الأهالي أعيد افتتاحها.
وأول كتيبة أرسلت إلى أرض المعركة عام 1947م للدفاع عن فلسطين كانت من طلاب ثانوية الفرات, على أثر رسالة تلقاها طلاب الثانوية من أساتذتهم وعلى رأسهم السيد عبد الكريم زهور الذي كان مديراً لها, وانخرط في هذه الكتيبة كل من السادة: إسماعيل عكلة, صالح مربد, مصلح سالم, والتحق بهم الطالب الجامعي عبدالله الشيخ عطية الذي ترك كلية الحقوق من أجل هذه الغاية المقدسة, وبلغ مجموع السباب الذي تطوع للدفاع عن أرض فلسطين 103مقاتلاً
وخلال فترة الاحتلال الفرنسي تم تغيير مناهج التدريس وفق مناهج التعليم الفرنسي وضمت المدرسة مرحلتين هما الإعدادية والثانوية ( التجهيز) وتم تسميتها بثانوية الفرات.

كتب عليها مدرسة ثانوية الفرات
ثم توسعت المدرسة عام 1940م.
وأجريت للمدرسة عدة أعمال ترميم أهمها عام 2007م .. وفي هذا العام 2019 يتم اعادة ترميمها وتأهيلها كما كانت بعد أن طالتها يد الارهاب والتخريب .
ثانوية الفرات كانت منارة للعلم والتفوق
أهم الأنشطة : تشارك ثانوية الفرات في كل الفعاليات والندوات والمحاضرات والنشاطات التي تدعى إليها بمختلف أشكالها ومسمياتها وأصنافها إضافة إلى النشاطات الخاصة التي تنفذها، وكان من أبرز هذه النشاطات، المشاركة في كافة البطولات الرياضية التي تقيمها مديرية التربية وبمختلف الألعاب، وحصلت من خلالها على بعض المراكز المتقدمة، والتعاون مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين في كافة المناسبات الوطنية والقومية، كذلك إقامة الرحلات العلمية والترفيهية للطلاب للمواقع الاقتصادية والثقافية والمنشآت الأخرى ومواقع الآثار التاريخية.
وأخيراً لو تتبعنا مكتب عنبر وثانوية جودت الهاشمي في دمشق, لوجدنا أن مكتب عنبر والمكتب السلطاني بدير الزور تم احداثهما بنفس الفترة.. وكذلك ثانوية الفرات توازي ثانوية جودت الهاشمي في دمشق من حيث الأهمية وفترة التأسيس.
ثانوية الفرات (تراث مادي) و أحد المعالم الأثرية المسجلة في محافظة دير الزور
يعاد ترميمها وتأهليها لترجع كما كانت منارة علم وتفوق.
مراجع البحث:
1- كتاب السيرة الذهبية “دير الزور” عروس الفرات والجزيرة السورية-غسان الشيخ الخفاجي
2-مجلة العمران العدد 39-40 عام 1971م
3-ملخص لوحة التعريف بالمدرسة ضمن ثانوية الفرات
4-حجر الأساس الموجود على جانبي الباب الرئيسي لثانوية الفرات.
…الباحث: غسان الشيخ الخفاجي..


