الكباب الديري
إعداد : حميد مصطفى النجم
1 الكباب الديري
-الكباب في اللغة :
ورد في المعجم بأن لفظة كباب بفتح الكاف تعني اللحم المقطع أو المشرح المشوي على الجمر .
ومن المعروف أن أكلة الكباب بطريقتها المعروفة قد اشتهرت بها تركيا . أما في مناطقنا فقد وفدت إلينا من المطعم الحلبي ؛ إلا أننا تفوقنا على الاثنين معا حتى صار ينسب إلى دير الزور نتيجة تفوقنا فيه (وكم من صانع قد فاق صانعه ) و ربما تعود أسباب تفوقنا فيه إلى :
– إنضاجه على الحطب الذي يكسبه نكهة لا يمكن للفحم أن يؤديها .
-تحري لحمة الضأن الفتية .
-اعتماد مواشينا على العشب لا العلف بنسبة جيدة ؛ مما يزيد في نكهته .
-عدم إغراقه بالتوابل التي تطغى عليه ،و ربما لا يصدق الكثيرون بأن كبابنا لا يشاركه إلا البصل و الملح وبنسب قليلة .
-الاهتمام به كون أغلب المطاعم عندنا تعتمد على زبائن خاصين بها .أما المطاعم التي تعتمد على الزبون الطييري فغالبا ما تكون جودة عملهم أقل .
الكباب 2
-الغش في الكباب :
-أن يتم وزنه مفروما مع البصل.
-خلطه بلحم العجل (الفتايل).
-أن تكون دابته كبيرة كلحم النعاج.
ما يؤثر على جودته ونكهته :
– فرمه بالفرامة لا على السيخ ؛لأن الفرامة تعصر اللحمة فتذهب مونتها و نكهتها .
-شيه على الفحم .
-كثرة التوابل
-نوعية الخبز لأنه لا يستطاب إلا مع الخبز المشروح .
-تقديمه باردا.
من طرائف الكباب :
-يقول أحدهم لا أدري لماذا لا يكتبه الأطباء مع الوصفة ؟ وعندما نقلت هذه الأمنية لأحد أطباء الداخلية ضحك من كل قلبه وقال:فكرة ! سنكتب لهم :سيخ كباب بالعضل أوثلاثة أسياخ على الريق .
– قال له يا شيخ هل يوجد في الجنة كباب ؟ فقال الشيخ مازحا كيف لا ؟ أما سمعت قوله تعالى:(( و طلح منضود )).
-أراد أحدهم أن ينقل لمعارفه أنه قد تغدى كبابا ؛لأن أكل الكباب عند بعض الناس من دواعي الفخر ،فراح يكرر شرب الماء حتى لفت نظر الجالسين ثم رفع عقيرته قائلا : أبوك يا هالكباب أيش تساقي مي! -وقطع أحدهم الجدل حول أعظم المخترعات وجزم من خلال استفهامه التعجبي بأن اختراع الكباب اكبر إنجاز في التاريخ عندما قال:ألا أيش عقلك يا اللي اخترعت الكباب.
-في ريفنا يلفظونه بضم الكاف فيأتون به مفخما (فعلا يستاهل التفخيم).
-نقل لي أحد المهندسين في حقل العمر أن الكباب نال إعجاب الأجانب ؛ ففي أي وقت نسألهم ماذا تحبون أن تأكلوا يقولون بدون تردد : كباب ؛أما الطريف ففي طريقة تناولهم له فقد ذكر لي ان أحد الأجانب قد أمسك سيخين بكلتا يديه وراح يقضمهما كما يقضم اللفة.
-اشتهر بين الناس أن الكباب لا يكون لذيذا إلا إذا كان كثيرا وساخنا ومجانا .
-احتار ابن أختي الصغير في مفرد الكباب عندما أراد سيخا والطبق بعيد عنه فما كان منه إلا أن قال مسجعا ؛ أريد كبابه يا بابا .
3حقائق حول الكباب :
من حقائقه أنه مقياس لشراهة الإنسان فالكباب يقدم في بعض الولائم وفي أول وجبات العزاء ونتيجة لغلائه تجد بعض الشرهين يستغلون الفرصة فيطلقون العنان لبطونهم ؛ حتى يثيروا استهجان الآخرين ، وأذكر أنني جالست أحدهم ، فأكل لوحده أكثر من ثلثي كيلو .
– يعد مقياسا لإكرام الضيوف مع تحفظ لبعض الناس الذين يرون أن تقديم الأكل الجاهز لا يعد من التكريم فالتكريم يقاس بالتنويع و الكمية وبذل الجهد ويوفق بعضهم ببن الرأيين فيقدم لضيفه الجاهز والمطبوخ .
الكباب والأدب 4
ذكر الكباب ليس غنيا في التراث؛بالرغم من محبة الناس له و بالرغم من تشوقهم الدائم إليه الناجم عن قلة تناوله.
ومما وصل إلي قولهم :
– أبوك يا الكباب أيش تواكل !
-أيش عقلك با اللي اخترعت الكباب !؟
-أبوك ياالكباب أيش تساقي مي !
أما أنا فلقد كتبت فيه قصيدة لعلها تروق لكم :
تزود بالكباب بكل حين
فنعم الزاد في الدنيا الكباب
أراه في الصياني مثل طلح
لذيذ الطعم أورده الكتاب
وقالوا في الكباب مقال صدق :
ثلاث دونها لا يستطاب
سخين الطعم والكم كثير
(بلاش) ليس يرهقنا الحساب
وإني لن أطيل الوصف فيه
ففصل القول فيه والخطاب :
إذا تعطيه للمرضى تشافوا
وإن تهديه للعاصين تابوا
وكتب غسان الشيخ الخفاجي:
[ لوحة الكباب الديري ] … ♡العين هي التي تأكل♡، هكذا يقولون
-لكن لكباب الدير نكهة أخرى ..لايعرفها إلا مجرب ،
واسأل مجربا ولاتسأل حكيماً
وقد أبدع برسم هذه اللوحات . … مهرة كباب الدير
وعلى رأسهم :
عايش القصاب ..حامد القصاب ، رموض العفدل ، عدنان الكبيسي ،
ومطاعم كباب الجورة وفي مقدمتهم مطعم الحسن …
* وهذه الأسماء على سبيل المثال لا الحصر .