أخبار هامةتاريخوثائق
خريطة لمدينة دير الزور في القرن السادس عشر مع وثائق
أقدم خريطة لمدينة دير الزور
ذكر هيندريك ايفيز ودومنيك بوناتس: [إن هدم كل من المدينة القديمة والتل الذي كانت دير الزور مبنية فوقه أدى إلى ضياع معلومات أثرية لا يمكن إعادتها أبداً] .
تل الدّير العتيق ومعالمه: كانت بيوته الشرقية والشمالية تلتصق بنهر الفرات, والتل يتوسط المدينة قبل هدمه، وهو تل اصطناعي يتألف من طبقات عديدة متراكمة فوق بعضها البعض شاهدها الناس في أثناء اجتثاثه عام 1969م .
وأهم معالمه الجامع الكبير ويقع بقمة التل في حي “الوسطيين” وتعتبر منارته المثمنة هي مركز وقطب رحى التل.. وبالشرق منه “حي الشرقيين” وفي الجهة الغربية “حي أهل الغرب” وأما الشوارع الرئيسية فيه فتعرف بكلمة “الدربة”. وتطلق اسم دربة على الحارة – ولكل تجمع عشائري كبير اسم يطلق على دربتها فيقال: دربة الجويشنة دربة البوخريص دربة البو حديد…إلخ، وأشهر حاراته دربة السادة، وليس لأكثر عشائر الشرقيين حارة بل أغلبها لأهل الوسط ، وشوارع وحارات الدّير العتيق ضيقة وملتوية، وقد أزيل الدّير العتيق من الوجود عام 1969م.
■ قلعة الدير: في أثناء زيارة الرحالة (ليونارد فلوف) للدّير في عام 1574م ذكر أن الدير: بلدة صغيرة يحكمها الأتراك، وبيوتها متلاصقة في تل على الضفة اليمنى للنهر، تحيط بها جدران وخنادق.
■ والمدينة القديمة كانت محاطة بسور حجري وترابي بسيط, وكان قائماً حتى عام 1800م تقريباً, وتهدم السور فيما بعد. وهذه الطريقة في التحصين تشبه طريقة تحصين الفرس لقلاعهم . وكان يجدد مراراً بنفس الأسلوب الفارسي، ولا يستبعد أن يكون “الدّير العتيق” إحدى المدن أو الحصون التي بناها الفرس، وقد ذكر المؤرخ (بروكوبيوس) أن الفرس والروم بنوا قلاعاً جدرانها من اللبن . وكان الماء يحيط بالمدينة من كل جهة، و يحميها من الغزاة ومن خطر الوحوش الكاسرة .
ولم تكن الدّير القديمة فقط “تل الدّير العتيق” فهي تمتد شرقه وكانت سوقاً لأهل البادية. حيث أن الحفريات التي أجريت لمجاري المياه المالحة (السربات) في منطقة الشيخ ياسين، أظهرت بعض الجدران القديمة وقطعا حجرية وقرميدية تشير إلى آثار بناء، كما عثر على بعض الأواني الفخارية وغيرها.
المرجع: كتاب السيرة الذهبية “ديرالزور” عروس الفرات والجزيرة السورية.