
كان أهم ما يميز الفرح أو( العرس ) في دير الزور ما يعرف بالقوس.

والقوس لمن لا يعرفه أو لا يتذكره هو شبيه بـحدوة الحصان مصنوع من الخشب ومدهون باللون الاخضر وتزينه أكثر من عشرين أو ثلاثين لمبة كهربائية ملونة, ويثبت على الجدار في المكان الذي يقام فيه الفرح سواء في صالون المنزل او بالحوش إن كان الجو حاراً , حيث يجلس تحته العروسين , وعلى مكان مرتفع طاولة أو ما شابه ذلك حتى يشاهدهم الجميع ويظللهم القوس بألوانه وإنارته الزاهية وهذا الطقس يعرف أو يسمى( الصمدة).
أردت من خلال هذا السرد الموجز عن قوس أيام زمان أن أعّرف الأصدقاء بأول من زيّن هذا القوس بالكهرباء وكان يؤجره للأفراح ويعتبر من أوائل من عمل بمهنة الكهرباء في دير الزور وهو المرحوم( جاسم الطويل) أسمه معروف في كل الدير تقريباً وكذلك محله الذي كان في الشارع العام.
رجل عصامي أفنى عمره في هذه المهنة قبل ان يكّون نفسه ويصبح مشهوراً ومن يعرفه أو عاصره لابد إلا أن يتذكره في بداياته بهذه المهنة مهنة( الكهربجي ) وهو يحمل سلمه الخشبي على ظهره أو على البسكليت يتنقل في حارات دير الزور لتمديد كهرباء هنا أو تصليحة هناك قبل أن يصبح مشهوراً ويصبح صاحب محل كبير وورشات كما أسلفت.
رحم ألله جاسم الطويل ورحم كل من تفانى بعمله وخدم بلده وترك وراءه الأثر الطيب الذي يذكر به.
.جودت السلمان.