عصمان بك \من الشخصيات الفريدة في دير الزور
عصمان بيك بحق شخصية فريدة في دير الزور تستحق أن نغوص في تفاصيل حياتها كما فعل المرحوم الباحث أحمد شوحان هو ابن موسى كاظم بيك تاجر الخيول العربية الأصيلة والمزارع والمحب لسماع الأغاني التركية حتى أنه سمع المذيع مرة يقول في مثل هذا اليوم توجه حسن آغا الى دير الزور لاستلام الولاية وهو جد عصمان بيك الذي كان بطلا وكان رئيسا لحرس السلطان عبد العزيز
نشأ عصمان بيك في الحويقة ما بين فرعي نهر الفرات في منزل مقابل منزل آل هنيدي على ما أذكر وكان عنده أكثر من أربعين فرسا وحصانا موزعين في بستانه بالحويقة وفي قرية البغيلية التي كان يملكها حيث كان محبا للخيول الأصيلة وكانت تربطه علاقة صداقة مع الزعيم حسني الزعيم
كان عصمان بيك رجلا قويا صلبا عنيفا لايقبل بأنصاف الحلول وفي أحد الأيام جاء بطلا تركيا الى دير الزور ووقف على المسرح ثم خلع ثيابه وتمدد على ظهره فوق لوح مليء بالمسامير وجاؤوا بحجر كبير وضعوه فوقه وصعد أربعة رجال فوق الحجر ثم جاؤوا بقضيب حديد سماكة 16 مم فلفه على رقبته ثم أعاده مستقيما كان عصمان بيك أحد المتفرحين مع صديقه خضر التبن الذي راح يحرضه قائلا قم اليه فصعد عصمان بيك الى المسرح وأمسك بيد البطل وحمله وضرب الأرض به يروي أكثر معارقه أنه كان يحمل السيارة بيديه وكثيرا ما كانت تعترضه ساقية ماء فيضطر الى حمل السيارة من فوق الساقية ثم يتابع والجدير بالذكر أنه أول من امتلك سيارة فورد مكشوفة بدير الزور وكان له هوايات كثيرة مثل الرياضة وحب الكلاب وكان عنده من كل نوع أكثر من كلب ولكل واحد طوق من الفضة يطعمهم وينظفهم ويلبسهم بيديه ألبسة خاصة بالشتاء وكانت هذه الكلاب مخلصة له حين كان يمرض تلازمه الفراش وعلائم الحزن بادية عليها كذلك أحب عصمان بيك الزراعة وجلب أول خبير لزراعة الخضار والفواكه وجلب أقلام شجرة العنب مغروسة في حبات البطاطا حتى لا تتلف كما جلب بذور الملوخية من مصر وزرعها بدير الزور كما زرع حول بيته في قرية البغيلية عشرة آلاف شجرة تفاح كما كان محبا للخيول وخبيرا بصفاتها وأنسابها كما كان رحمه الله محبا للخير حيث كان يوزع أكياس القمح على الفقراء في موسم الحصاد ويضع عند كل باب واحد منهم كيسا دون أن يعلم من وضعها ويخصص زواتب شهرية لعدد من الفقراء ويتصدق بمائة ليرة سورية يوميا على الفقراء والمحتاجين ويرسل الى بيوتهم أكياس اللحوم والخضروات كانت له الكثير من الصفات ولكن أشهرها هي القوة الجسدية الخارقة التي يتمتع بها ومما يروى عنه أنه كان يضع يده تحت ابن الجمل ويرفعه عاليا كما كان يمسك بعملة المجيدي الحديدية ويفركها فيمسح الكتابة والرسوم المنقوشة عليها كان عصمان بيك كما أتذكره طويل القامة عريض المنكبين شخصية مهابة ذي شارب عريض الا أن قوته البدنية لم تستمر فقد وهن جسمه في سنينه الأخيرة حتى أنه كان يسير مرة على الجسر العتيق فشاهده اثنان ممن يعرفون شجاعته وقال أحدهما للآخر كل قوي للزمان يلين …. فسمعهما عصمان بيك ونظر اليهما وقال لنت وتابع سيره كما أنه فقد بصره في آخر أيامه وأخذه أبنائه الى دمشق حيث أجريت له عملية استعاد بها نظره ونصحه الطبيب ألا يتحرك كثيرا ولا ينفعل الا أنه استمر بنشاطه بعد أن تحسنت صحته وأصيب بانتكاسة فقد معها بصره نهائيا وبقي في المنزل يتذكر أيامه حتى توفي في آخر يوم من أيام رمضان لعم 1981 وأقبل الناس من كل حدب وصوب لتشييعه في موكب حزين على فقدان هذا الرجل الصالح المحب الخير للناس جميعا ويروي ولده كنعان أنه كان يذهب كل يوم الى قبره ويتلوا القرآن وكان يرى الحمام الأزرق البري على قبره فقط ما زال منزل عصمان بيك حتى هذه اللحظة موجودا بالحويقة وكلما وقعت عيون المارة عليه ترحموا عليه كذلك مقهى عصمان بيك المقابل لمدخل الجسر العتيق والذي تحول الآن الى مفهى جمال عبدالناصر في الختام فان سيرة هذا الرجل العطرة والتي ترفع القبعة احتراما وتقديرا لها هو حفيد والي دير الزور العثماني حسن آغا ومن أصول تركية ولادة دير الزور عام 1895 عاش ومات فيها.
بقلم جان عبدالله