منوعات

البامية الديرية|سيدة موائد سكان “دير الزور”

من الموروث الديري في المأكل

البامية الديرية
من طعام سكان دير الزور

أحبت الفرات ..وعشقها أهله…
فكانت المميزة ..والمحببة… إنها   .. (البامية الديرية)..

الباميا من المحاصيل الصيفية ومن العائلة الخبازية :
وهناك أصناف عديدة ..أشهرها وأهمها في محافظة دير الزور …الصنف المحلي الجمالية أو المثمنة.
وصف الثمرة للباميا الديرية (قرن الباميا) الجمالية .. لها ثمان أضلاع …وعند عمل مقطع عرضي للثمرة (قرن البامبةا) ..نشاهد سبع حجرات ..بكل حجرة حبة (للمقطع العرضي )..ولو عملنا مقطع طولي نشاهد عد البذور طوليا في كل حجرة يترواح من 7 – 9 بذور ..ومجموع عدد البذور في القرن الناضج يتراوح بالمتوسط (50 بذرة).. ثمرة البامياء قرنية مضلعة (في الجمالية ) أو مستديرة المقطع ملساء ..و عدد الأضلاع أقل (للأصناف الأخرى غير الديرية ). تغطى من الخارج بزغب خفيف ويكاد يكون ناعما في الديرية…….الأصناف غير الديرية(خشنة الملمس )..
: نباتات نصف قائمة متوسطة التفرع، لون الساق أخضر فاتح، الورقة مشرشرة ذات لون أخضر ، القرون منتصبة على الحامل (الساق) لونها أخضر طولها يتراوح مابين 3-6 سم. العنق قصير وهي ثخينة لها زعب على العنق…ملمس الثمرة يكاد معدوم الخشونة …
يعتقد بأن الموطن الأصلي للبامياء هو المناطق الاستوائية من أفريقيا لاسيما المناطق الجبلية المرتفعة منها، حيث وجد هذا النبات مزروعاً هناك منذ أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد.

تجود زراعة الباميا فى أراضى الطمي نظرا لخصوبتها (وادي الفرات ) وتحتاج لأرض جيدة الصرف والتهوية ,, وهي من المحاصيل المجهدة للتربة ..لذلك لاينصح بزراعتها عاميين متتاليين بنفس الأرض ..ويفضل بعد إحدى المحاصيل البقولية (البازلاء – الفول) ، أو الورقية (الملفوف ، الخس)
ونظراً لكون البامياء من المحاصيل المجهدة للتربة يفضل
أن يكون التسميد متوازن .. فالتوازن في العناصر السمادية المضافة للنبات يؤدى إلى زيادة محصول النبات وجودته.
العروة المبكرة نهاية شباط والأسبوع الأول من آذار = (90 -120 يوم من الزراعة)
العروة المتأخرة نهاية آذار وقد نمتد الى منتصف أيار = (50 -70 يوم من الزراعة)
في العروة المبكرة قد تحتاج لعناية فائقة ..وقد أبدع مزارع المحافظة بالأخذ بتقنيات العلم ..فعمد إلى زراعة الأنفاق ..أوالتغطية البلاستكية ومراقبة الاحتياجات البيئية والغذائية للنبات …مما يكسبه سبق في النضج والقطاف المبكر..والحصول على أسعار مجزية ..
وكم نشاهد نزولها ( كما يقال طاحت البامية ) من منتصف شهر أيار..

يتم جمع الثمار من الحقل قبل أن تتصلب جدرانها وتتليف. يختلف لون الثمار بين الأخضروالأخضر المصفرفي المراحل المتأخرة للقطاف…

بامية ديرية
مثمنة 

والسيرة الذاتية..انتشارها ..وأهم مزارعيها :

لقد ذكرها كثير من الرحالة والسياح ومن زار دير الزور ..وأن من أكلاتهم المفضلة ثرود الباميه…

وأشهر من أنتجها وزرعها في أرضه أو بستانه ..اعتبارا من نهايات القرن التاسع عشر و العشرين وحتى قرننا الحالي …نذكر منهم:
زرعت في بساتين :
آل الآغا (جانب يستان جمعه اليوسف وخلف المحلجة )…آل دهموش ..آل رويلي ( ورثة ابوغزول ..وعلي …منطقة فندق صحارى )…وآل طعمة .. وآل عبد الجواد .. وآل فارس ..وآل الشيخ الموسى ( مكان المشفى الوطني ) .. وبساتين الحويقة .. آل الشكال ..وسفان ..وأمين الحساني …والزارع ..والعلاليش ..وفلاليح عصمان بيك وهنيدي ….والطحطوح..والدعبول ..
وعندما زحف البناء نتيجة زيادة عدد السكان ..والتراجع لمساحة البساتين بسبب تشتت الملكية (موضوع الإرث )..
تراجعت زراعة الباميه في دير الزور ….كما أن الإقبال عليها مع زيادة عدد السكان …أدى إلى نشاط القرى المجاورة لزراعتها..فأصبحت الشميطية من أهم القرى لأسواق ( البندورة والخيار والباميا والكوسا والدبشي وكافة الخضار الديرية الصيفية )..وكذلك قرية الجفرة ولاأنسى مزارعيها اللذين اعتمدوا الزراعة المتطورة وخصوصا آل قيصوم والفرج ..ومن آل الفرج الأستاذ اابراهيم الذي ترك التعليم ليعمل في حقله و تبادل المحبة مع أرضه فلم يبخل عليها بجهده ولم تبخل عليه بغلتها (محصولها )…
ومن قرى المياذين .الزباري وبقرص والتي اشتهرت بزراعة البامية الديرية ويأتي لها تجار من حلب لتعهد انتاجهاوتسويقها إلى المحافظات والبلدان الأخرى…ومن القرى أيضا العشارة …والقورية التي اعتمدت الزراعة المتطورة والتبكير بالإعتماد على تغطية جزء من المساحة المزروعة بالبلاستيك (مع مراقبة العوامل البئية والتغذية للنبات )…وفي الكَرية(القورية )..بواسطة مزارعها النشط أبو حليمة الكَورعاني والملقب بالسيد (على الفرات مباشرة موقع السده الزاويه الغربيه من القرية ..) ..ووكم كنت أشاهده بسيباطه المتوسط للحقل وهو متكئ ويده اليمنى على الأرض والعرق يتصبب من جبينه ليختلط بتراب الفرات المعطاء ..يستقبلك بابتسامة وحسن محيا..هذا الرجل رغم كبر سنه وجسمه الضخم ومشيته البطيئة بمساعده عكازه…يتحدث إليك تصغي له فتخرج بانطباع عنه أنه فهم هذه الأرض وفهمته ولم تبخل عليه بغلتها ..فكان المزارع الأول وحصل على جوائز عديدة منها وأهمها الفائز بالدرجة الأولى لمحصول القطن على مستوى المحافظة والقطر (الأول في سوريا )..
وذلك عام 1994 م .
وفي مناطق البوكمال . بسبب التملح ( السبخ )..اقتصرت زراعتها على شكل ( شكارات ومقاثي = بمعنى زراعة محدودة منزلية والفائض يباع )…
…في خط محميدة (الجزيرة الضفة اليسرى الغربيه).. اعتمد أكثر مزارعي المدينة على فلاليح سفارنة ..
خط الصور ..مشاكل الخابور ..انحساره وجفافه بسبب آبار البادية وزراعة الحبوب ..حد من زراعتها.

بامية من ديرالزور
بامية ديرية

الوصف النباتي:
= الجذر: تتميز البامياء بجذر وتدي يشبه المجموع الجذري لنبات القطن
= الساق:: أسطوانية خضراء داكنة ..تتخشب الساق مع تقدم عمر النبات وهي تحمل شعيرات خشنة
= الأوراق: كبيرة بيضاوية الحجم مفصصة ( 5-7 ) فصوص..
= الإزهار والتلقيح…
الأزهار: كبيرة الحجم صفراء اللون…
التلقيح الذاتي هو السائد…. مع وجود نسبة من التلقيح تسهم به الحشرات ….
= البذار :
ويشترط في البذار :اختياره من نباتات جيدة ( من حيث النمو ..وجودة القرون ..وتكون مطابقة لمواصفات الصنف الجمالي ( المثمن ).. وخالياً من بذور الأعشاب والبقايا النباتية..و أن يكون خالياً من الإصابات المرضية والحشرية )…لذلك يلجأ مزارع الباميا الجمالية كونه صنف محلي …الى تعليم النباتات الجيدة المواصفات (كماسبق )…وتركها في الحقل وقبل انفجار قرونها ( قبل أن تهر على الأرض )..يقوم بجمع القرون ..وعملية انتقاء ثانية ..فيفردها وينقيها ويحفظها في مكان بعيدا عن الرطوبة وأشعة الشمس المباشرة ..ليزرعها في الموسم المقبل ( الثاني )….وتتعلق نسبة الإنبات بطريقة الحفظ وعمر البذور ..

مواصفات البامية
مواصفات البامية الديرية
البامياء
مؤنة البامية الديرية

= طريقة الزراعة :
يجب أن تكون الأرض معدة جيدا من حيث عدد الفلاحات وخالية من الأعشاب وفي حال اضافة السماد البلدي (الدر جـ( يجب أن يكون متحللا …ويطمر جيدا للاستفادة من العناصر الغذائية كون الجذر وتدي ..
= يحتاج زراعة الدونم الواحد ( = 1000 م2) من بذارالبامياء إلى كمية تتراوح مابين 1-2 كغ
اعتمد بعض المزارعين إلى زراعة الأثلام (خطوط )..بدلا من الزراعة الرطبة ..أوالتقبيع على الجلد (سطح التربة )ومن ثم إحاطة النبات بالتراب بعد الركاش ( التعشيب )..وكانت زراعة التقبيع على خطوط ناجحة ومجدية لسهولة السقاية وعمليات الخدمة الأخرى ..وقد وجد ت مع مجموعة من العاملين في البحث العلمي أن بذور نباتات الباميا لاتقل شأنا عن بذور نباتات القطن في رفع التربة ( عند زراعة البذور على عمق سلامية اصبع تقريبا )..وهذا ماجعلنا نستخدم بذور البامياء مع بذور نباتات القطن (ذات البذور النادرة )لإدخال أصناف جديدة وملائمة لبيئة المحافظة — الكلام في النصف الثاني من الثمانينيات – –…أثناء مشاكل صنف القطن حلب 40 وموضوع شمرخته ( نمو خضري على حساب النمو الثمري = قلة الحمل وأحيانا انعدامه وارتفاع النبات لأكثر من مترين )…سبحان الله الشيء بالشيء يذكر ……النتيجة… كانت استباط الصنف دير الزور22 (عن طريق الإنتخاب لصنف دلتاباين 41 الأمريكي ..بعد عدة سنوات من العمل ..)…أعود …..متابعة الكلام عن الباميا ….
وتزرع الباميا لتؤكل قرونها الخضراء بعد الطهي أو تجفف القرون ( تيبيس البامية = مونة للشتاء )…أو حفظها بالثلجات ( الفريزرات )…أو ضغطها بقناني بلورية خاصة …والسيدات الديريات وجدن عدة طرق أخرى كحفظها في قناني بلورية بعد غليها مع عصير البندورة وافراغ الهواء منها ومن ثم حفظها بالبرادات (الدرجات العادية = 5- 7 درجة مئوية)… وقد أوصلوها معهم في زيارات العمرة و الحج.والى مدن وبلدان أخرى ..بطرق ابداعية وحافظت على نكهتها ولونها كما لو أنها (تازه )…
، تعتبر البامية منخفضة نسبيا في السعرات الحرارية، كسائر الخضار …
و غنية في بعض الاملاح المعدنية كالكالسيوم والماغنسيوم والفسفور كما انها تحتوي على بعض الفيتامينات بنسبة متوسطة مثل فيتامين ج والريبوفلافين وفيتامين أ
= إن لزوجة البامية وطابعها الزلق يلين الجهاز الهضمي
ويسهل القضاء على الإمساك
= انخفاض احتمالات الإصابة بسرطان القولون.
=الطرح و التخلص من الكولسترول الزائد..في الجسم
= الباميا تسهل انتشار البكتيريا النافعة في الأمعاء
والتي تشكل خط الدفاع الأول في الجسم ضد الجراثيم
= عمليات الخدمة :
تحتاج الى عناية فائقة من تعشيب ( ازالة الحشائش )…وركاش ( لتهوية التربة )..وسقاية ..ومتابعة للإصابات الحشرية أو المرضية ..
كما أن عمليات قطفها متتابعة بعد مرور 90 يوما في الزرعة المبكرة وطول غزارة الانتاج الذي يستمر أيضا حوالي ثلاثة أشهر..وبما أن ثمارها ( القرون )..تقطف قبل مرحلة النضج الكامل (قبل تحول القرون الى اللون الأصفر وقساوتها وتخشبها)..جعلت مساحاتها محدودة الزراعة ..ولكونها أيضا تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة ..وغزارة الانتاج يؤدي الى انخفاض السعر ( العرض والطلب )..هذه العوامل وغيرها جعلتها لاترتبط بنسبة معينة كما في المحاصيل الأساسية أو خطة زراعية محددة ..كالقطن أوالقمح …وإنما تخضع لإرادة المزارع …( الكلام في مرحلة التسعينيات )…
المهندس : غسان الشيخ الخفاجي

 

الوسوم

الباحث المهندس: غسان الشيخ الخفاجي

الباحث غسان الشيخ الخفاجي : باحث : بالتراث الفراتي وحضارة وتراث دير الزور - من مواليد مدينة دير الزور 14\11\ 1955م . - يحمل اجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام 1981م. - دبلوم الدراسة العليا في تربية النبات من المعهد الدولي "بزيمون بولي" - بلغراد عام 1989م. له عدة أبحاث تراثية تجاوزت / 400بحث/ تتناول حضارة وتراث وادي الفرات وخصوصا مدينة دير الزور. ، والكثير من الأبحاث التراثية المنوعة التي أغفلها السابقون وعمل على استدراكها . ●=أجريت معه عدة لقاءات ونشرت في الصحافة على (مستوى المحافظة والقطر). ● - أهم انجازاته العلمية : 1= أحد مربي ومنتجي صنف القطن دير الزور 22 ..الذي اعتمد بديلا عن الصنف حلب 40. 2=عضو مقرر في مؤتمرات القطن العلمية ومشارك فيها. 3=عضو في لجنة التربية والبحوث بمكتب القطن . 4=مشرف ومحاضر ومعد برامج التدريب والتأهيل للمهندسين الزراعين (ما يخص القطن ). 5=أوفد إلى تركيا عام 1996 م كخبير زراعي مع وفد خبراء وزارة الزراعة. ●●أهم كتبه ومخطوطاته : 1- مخطوط بعنوان (القطن وأهمية المكافحة المتكاملة).. 2- (إحياء البادية بعد كسرها).. 3- موسوعة نباتات الزينة والزهور والحدائق بدير الزور 4-زراعة القطن في وادي الفرات وجزيرته 5-تاثير عوامل البيئة والخدمة على انتاج القطن 6- المولية الفراتية 7- -عدسة قلم :مجموعة اشعار باللهجة الفراتية والفصحى ترصد العادات والتقاليد . 8- كتاب السيرة الذهبية "دير الزور" عروس الفرات والجزيرة السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

error: Content is protected !!
إغلاق