( الكُلل )
هذه اللعبة الشعبية المحببة إلى قلوب الصغار لا تقتصر على الصغار فقط فهي تستقطب الكثير من الكبار أيضأ لكنها ليست الكلل الزجاجية الملونة التي نعرفها إنها “كلل” من نوع آخر تسمى( كلل الحصو ) وهي أكبر حجماُ من الكلل المعروفة ومصنعة يدوياً من نوع خاص من الطين .

في منتصف الستينيات وربما قبل كان لهذه اللعبة الفراتية شعبيتها وتقام لها شبه مباريات يومية وطريقة لعبها تقوم على انتقاء أرض منبسطة وطويلة ثم يتم أخذ شريط منها بعرض أربعين سنتيمتر تقريباً, وبطول يقارب العشرة امتار, ويستصلح هذا الشريط وينظف ويمهد وينعٌم حتى يصبح أملساً كراحة اليد, كي تنساب عليه الكلة بكل سلاسة وهذا الشريط يسمى( السهلوب ).
وطريقة دفع الكلة ليست كالطريقة المألوفة التي نعرفها وهي وضع الكلة بين الإبهام والسبابة ثم يتم قذفها أما كلة الحصو فتوضع على الأرض ثم يضع اللاعب إصبع السبابة فوق اصبع الوسط وبقوة يدفع بها فتنطلق نحو هدفها وحسب مهارة اللاعب .
كلل الحصو لاتباع في الأسواق يتم تصنيعها يدوياً من نوع خاص من الطين يسمى ( البيلون ) وهذا النوع من الطين يتواجد في الكثبان الطينية على شاطئ الفرات, وبعض الأماكن الأخرى, وصناعة الكلة يتطلب الكثير من الجهد والدقة حيث تؤخذ قطعة الطين وبعدأن تكور وتأخذ الشكل المطلوب يتم معالجتها بالزيت ومن ثم صقلها وتجفيفها وفي النهاية يصبح سطحها أملساً كالرخام .
لعبة “كلل الحصو” ليست لربح أو خسارة الكلة بحد ذاتها لأنها قليلة جداً و تعتبر نادرة بل هي أداة لربح أو خسارة شيء آخر, مثل شك قطع النقود المعدنية من فئة الفرنك أو فرنكين ومن يسقط أكبر عدد منها يكون هو الرابح .
لعبة شعبية إنقرضت مبكراً .
الباحث: جودت السلمان



