تاريخ المياذين

جاسم هويدي
الميادين مدينة آرامية عمرها اربعة آلاف سنة 4000سنة — بناها نينوس بن بلوس ايام النمرود بن كوش –تقع على تلة تسمى العلوة والجوبة والجبل وتستدير بظهرها للفرات العظيم ويحيط بها سابقا سور عظيم يحميها من الغزاة والطامعين وهي مسقط رأس لأحد ملوك آدوم حسبما ذكر بالتوراة .ومن ملوك آدوم بالغ بن بعور ويعتبر الملك سملة الخامس في هذه السلسلة وبعد موته ملك شارل الأول وهو من الميادين الرحبة وسميت (الميادين — آرام بيت رحبوت ) . استنجدت دمشق يوما بالميادين الرحبة فأنجدتها بعشرين الف عسكري وأنجدت مملكة حلب ايضا بالعسكر –تبعد الميادين عن تدمر 235كم . يفيض نهر الفرات كل عام فيجلب التربة الغضارية المتجددة للاراضي المحيطة بالميادين الرحبة وخاصة الدالية لتنتج اطيب الخضروات والفواكه يقال من العنب 19 نوع والاترج والنارنج وانواع الفواكه المثمرة الزكية . ذكر المقدسي : ان الميادين الرحبة شيدت بشكل نصف دائري في طريق الصحراء تحميها قلعة حصينة في الجنوب على بعد فرسخ اي 4ونصف كم على شاطيء البادية وكان يحيط بها ومايزال خندق وحولها تل آكام كانت لحراسة المدينة -الميادين -أي عين أباغ -عين علي .
يلتقي نهر الخابور مع نهر الفرات العظيم مقابلها اي عند بلدة ( قرقيسيا ) البصيرة الحالية وبينهما بني جسر قديم تهدم عدة مرات بفعل فيضان النهر .
يقول ابن خرداذبة في كتابه المسالك والممالك ( مراكز الفرات هي قرقيسيا وهي على الفرات والخابور والرحبة والدالية وعانات وهيت والحديثة والرب ) ووصف ابن بطوطة الميادين الرحبة انه لم ير مايشبهها الا البلاد التي على نهر الصين .
دمر الآشوريون الميادين الرحبة عام 858 ق0م وظلت مدمرة وآثار التدمير لليوم في باطن الارض واضح .. زارها الرحالة غسبارو بالبي وقال رأينا قصر الرحبة الذي بالقرب منه نشاهد مدينة مهدمة ولكن بعض اقسامها مسكون باناس قليلون قال الشاعر عبدالمنعم الرحبي :
وقلعة الرحبة الشماء من بلد تضم احبائها من غير اسوار
اذا تجاهلت الايام لي اثرا تحدثت بفصيح القول احجاري
وان تقادم عهدي وامحى لي طلل فحاوروا يارجال العلم آثاري
انا المحبة والاسماع مرهفة لما تذيع من الالحان اوتاري
في اي حي من أحياء الميادين القديمة ( الجوبة -الجبل – العلوة ) تحفر فستستخرج آثار الأولين من فخاريا ت ولقى اثرية .
ولا غنى لمن يريد التعرف على بلدة الميادين الرحبة وموقعها الجغرافي وتاثيرها في تصرفات الايام والحقب واصطراع المطامع عليها الا ان يزورها ويراها عن قرب أو يطلع على كتابي ( رحبة الميادين -تاريخ قلعة ومدينة ) المطبوع عام 2012م
ورحبة العز تحكي مجد بلدتنا الى اعالي ذراها ينتمي الحب
بيضاء قد زانها خال طربت له كما تمايل مأسور الهوى التعب
فالعين نرجسة أبدت محاسنها نجلاء صافية كأنها الغرب
قالوا الميادين قلنا تلك جنتنا قالوا الفرات قلنا له حسب
ياجارة النهر بأحلام عاشقها لأجل عينيك يحلو الشعر والطرب
…الباحث جاسم الهويدي



