
مرابط خيل بني خالد في دير الزور
كانت لتربية وتجارة الخيول في دير الزور مكانة خاصة وعرفت هذه المدينة سوقاً للخيل ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم العربي وآسيا (بلنت 1878)
(( الخيل من خيالها)) : معرف عن أهل الدير شجاعتهم وتحملهم للشدائد والجلد ناهيك عن معرفتهم بأرسان الخيل (أنساب الخيل) وصفاتها وأنواعها حتى أصبحت ثقافة عند الكثير من أهل دير الزور.
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((( “ما مِن فَرَسٍ عَرَبيٍّ، إلَّا يؤذَنُ لَه عندَ كلِّ سَحَرٍ بدَعوَتينِ: اللَّهُمَّ خوَّلتَني مَن خوَّلتَني مِن بني آدمَ، وجعلتَني لَه، فاجعَلني أحَبَّ أَهلِهِ ومالِهِ إليهِ، أو مِن أحبِّ مالِهِ وأَهلِهِ إليهِ”.))) ..
((مرابط العوجا)) في دير الزور : نالت الخيل رعاية واهتماما قل نظيره ابتداءً من انتقاء مرابط الخيل وتقسيم أمكنة للمبيت ليقيها برد الشتاء وحر الصيف وأخرى لتجميع العلف وساحة تلهو بها الخيل. مروراً بمعرفتهم بأمراض الخيول و الاهتمام بنظافتها ترويضها .. حيث تعتبر نظافة الخيل من الخيال واضعين جل اهتمامهم في اطعام الخيل الأصيلة إذ كانت بعض الخيول لا تأكل الشعير إلا وقد نقي من الحصى والرمال .
كما كان للخيل حصة للترفيه في دير الزور فكان الخيالة يجتمعون مع خيولهم في منطقة عياش كما كان الخيالة يأخذون الخيل الى نهر الفرات للسباحة هذا ما تحدثت به الحاجة أم جواد والدة الكابتن راضي الحميد حفيدة خيالة العوجا والتي تجاوز عمرها المئة عام تقول كان لأهلنا بني خالد ((العرار)) راعيين العوجا مربطين للخيل ..
المربط الاول لخيل العوجا: لوالدي المرحوم حمد الحميدي المتواجد خلف بستان الباشا والذي ورثته عن والدي وهو الآن أصبح قسماً منه بيتي ومحلات في شارع سينما فؤاد وتقول الحاجة ام جواد: كان لوالدي خيل والمعروف عند أهل الدير الخيل التي لا تخسر سبق ففي زمن الاحتلال الفرنسي كانت هناك جهة معنية تقوم بالتنسيق مع الخيالة وانتقاء الخيل التي تشارك في السبق كل فترة وكان المكان قرب ما يسمى الان البانوراما على طريق الشام وكان من أميز الفرسان اخوتي ناجي وسليمان رحمة الله عليهما وكان من أكثر خيول العوجا التي تشارك في السبق خيل تسمى الباردة وقد سميت باردة حيث لا يسخن جسمها بعد السبق او الجري على عكس جميع الخيول سبحان الله تقول الحاجة أم جواد بعد أن تربح خيولنا في السبق وتضع النياشين على صدور احد اخوتي يقوم والدي بذبح الذبائح ويدعي عليها جميع أهل السبق في منزل والدي..
أما المربط الثاني لخيل العوجا كان للمرحوم أحمد الجنيد المعروف ب ( أبي الظلماء ) في مزارعه و بساتينه في منطقة التبني الموجودة حتى الآن لأحفاده أحمد ماجد أحمد الجنيد و أخيه عماد ماجد أحمد الجنيد . حيث كان عددها اكثر من بقية المرابط و حيث يعرف جميع اهل المنطقة من الرقة الى دير الزور خيل أحمد الجنيد بسبب الاهتمام والعناية التي تحضى بها فكان قسم منها للزينة و للسبق فكان يلبس بعضها حجول الفضة في وقت كان الفضة بسعر الذهب تقريباً كما ذكر أقارب المجاهد سلطان باشا الاطرش كان المجاهد يزود دير الزور بالأسلحة و المرحوم جنيد يزود السويداء بالخيول الاصيلة في زمن الثورة ضد المستعمر الفرنسي “
هذه هي تاريخ مدينتنا بخيلها وخيالتها ملحوظة الصورة المرفقة هي للفارس ناجي الحميدي لكن للاسف لم تبق مرابط للعوجا في دير الزور ولكن حصلنا على صور لمرابط لخيل العوجا في حماه ..
عن : الأستاذ سعد خليفة


أشكر الأخوة الأساتذة المشرفين على هذه الصفحة المباركة وإلى المزيد من التألق والإبداع بنشر كل ما يتعلق بمحافظة دير الزور المظلومة .
أود أن اشكر الأستاذ غسان الشيخ على هذا الجهد الكبير في توثيق و أرشفة تراث منطقتنا الزاخرة بأجمل القصص و الأحداث التاريخية والشعبية وأدعوا الله له ولكل القائمين على هذا الموقع المبارك بالنجاح والتوفيق ومزيدا من التألق والإبداع .