رافق الرئيس فى جولته آنذاك المشير عبد الحكيم عامر؛ نائب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة، والمهندس نور الدين كحالة؛ رئيس المجلس التنفيذي، والسيد على صبري؛ وزير شئون رئاسة الجمهورية، والسيد عبد الحميد السراج؛ وزير الداخلية، والفريق جمال فيصل؛ قائد الجيش الأول.

وتذكر المواد التاريخية المتاحة على موقع ذاكرة مصر المعاصرة أن عبد الناصر زار مدينة دير الزور يوم 16 فبراير؛ حيث رافق موكبه عشرات الآلاف من المواطنين، وشق طريقه بصعوبة بالغة حتى دار الضيافة. وتشير إلى أن المدينة استعدت قبل عدة أيام للاحتفال بذكرى الوحدة وبقدوم عبد الناصر إليها؛ حيث زينت واجهات المحال والدور بالأنوار الكهربائية وأعلام الجمهورية العربية المتحدة وسعف النخيل، كما زينت شرفات الدور بقطع السجاد الثمينة تحية للرئيس جريا على عادة أهل المنطقة.

وتظهر المواد التاريخية أن المدينة خرجت عن بكرة أبيها للترحيب بالرئيس فى أول زيارة له لدير الزور؛ حيث تدفقت إليها جماهير غفيرة من المناطق التابعة لها مثل المياذين والبوكمال وغيرهما، وكانت جماهير محافظة دير الزور تردد أهازيج الترحيب بمقدم الرئيس، وتهتف بحياته وحياة القومية العربية والوحدة العربية، كما عقدت حلقات للرقص الشعبي، تصاحبها المزامير والطبول.

وتحوى ذاكرة مصر المعاصرة الخطاب الذى ألقاه جمال عبد الناصر فى دير الزور كاملا؛ حيث بدأ خطابه قائلا “أيها المواطنون: هذا هو شعب الجمهورية العربية المتحدة الذى أراه أمامي، وهو أشد قوة على تدعيم ما حققه من نجاح وعلى تحقيق الأهداف. هذا أيها الإخوة هو شعب الجمهورية العربية المتحدة الذي ظن الاستعمار وأعوان الاستعمار والعملاء أنهم قد يستطيعون النيل منه، ولكن أراه اليوم أيها الإخوة هو أشد حرصا على استقلاله وعلى وحدته، بل هو أشد حرصا على تحقيق الأهداف الكبرى التي نادى بها في الماضي؛ أهداف القومية العربية والوحدة العربية. ورأيت هذا أيها الإخوة في وجوهكم اليوم، ورأيته أيضا في وجوه أخوتكم في زيارتي لجميع أنحاء الجمهورية، ورأيت أيها الإخوة الشعب الأبي القوي الذي أقلق الاستعمار وأعوان الاستعمار بوعيه وإيمانه وتصميمه. رأيت الشعب القوي الذي حاول الاستعمار أن يؤثر في وعيه، أو أن يفتت في وحدته، فكان العكس لأن الشعب حينما رأى هذا من الاستعمار صمم على أن يكون أشد وعيا وعلى أن تكون وحدته مدعمة قوية عزيزة. هذا أيها الإخوة ما رأيته في كل مكان. شعب الجمهورية العربية المتحدة شعب آلى على نفسه أن يتحد، وآلى على نفسه أن ينبذ خلافات الماضي وأسباب الفرقة، واتجه إلى الأمام قلبا واحدا وفكرة واحدة، وكلنا نعمل، كأننا رجل واحد من أجل رفعة شأن جمهوريتنا، ومن أجل رفع راية القومية العربية”.




