أعلام من حاضرة الفرات
صقر الفرات البطل عدنان حاج خضر
ساقاه أصبحتا شجرتي زيتون في أرض فلسطين …
والأمة يومذاك اعتذرت له عن بقاء أرجلها..
أسطورة ليست كالأساطير الخرافية ..أسطورة كتبت على جلد بشري.. وصبغت بدم بشري.
كتب عنه نزار قباني قائلا : ((ساقاه أصبحتا شجرتي زيتون في أرض فلسطين..
وكان بلا ساقين
كان اسمه العقيد عدنان الحاج خضر..))
قال الشاعر أيمن أبو الشعر يذكره كرمز للبطولة:
الحبُّ الصادقِ لا يحتاجُ إلى بُرهان
طوبى للزارعِ ساقاً في أرضِ
الدمعِ وددتُ لو أني ألثمُ
جرحكَ يا عدنان
فالجبلُ الشامِخُ تاجُ إباءٍ
قال فيه الدكتور شفيق العثمان ابن مدينته ،أبيات فخر .،.منها:
في تشرين انفلق الصخر وجن الصبر….وشداواذاع المذياع
من اعماق الزمن تمطى…..ابن رواحة والقعقاع…
من فوق براق يسرجه عدنان..صاح
جئناكم يا شذاذ الافاق
جئنا نزرع في الارض الساق
ساق رفعت كل الهامات المعفورة من عار حزيران
انها ارفع أوسمة تختال بها زمر الشجعان
*- عدنان بن حسين الحاج خضر
*- مواليد :دير الزور 1937 م
*- نال العديد من الأوسمة :
ـ وسام الجيش عام 1962.
ـ وسام 8 آذار 1963.
ـ وسام اليرموك 1964.
ـ وسام الإخلاص ـ فئة ثالثة ـ عام 1969 ـ الاستحقاق السوري 1974 ـ 6 تشرين 1974ـ
لقب(بطل الجمهورية) عام 1975.
ـ وسام الإخلاص فئة أولى ـ عام 1976.
ـ وسام الاستحقاق السوري ـ درجة أولى عام 1980.
كان بطلا في المعركة وفي الاسر..
صقر الفرات أذاق العدو الموت الزؤام , دمر دباباتهم واستطاع أن يخترق دفاعات العدو ، وينزل عدداً هائلاً من رجال الكوماندوس السوريين وراء خطوط المحتل الإسرائيلي
وفي طريق عودته ،أصيبت طائرته بصاروخ إسرائيلي ،وأصيب هو بشظية مزقت ساقه وتركتها معلقة بجلدة
ركبته ،مما اضطره إلى الهبوط الاضطراري في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وبغير تردد تناول سكيناً وقطع ساقه،ولوّح بها في الهواء..
وقال لها:”يا ساق… انزرعي في أرض الجولان سنبلةً تلد ألف سنبلة ،
وانبعثي في مياه بحيرة طبريا سمكة تلد ألف سمكة..
يا ساق..إني وهبتك إلى أمك الأرض..
فانغرسي فيها صفصافة..
وعريشة عنب..وكرم زيتون..
ووزعي على الأطفال العسل،والحليب،
وأرغفة الخبز.. يا ساق.. أضيئي سهول حوران كمئذنة .
زرعها في الأرض كشجرة زيتون ودوّن عليها المقطع المذكور وبعد فترة قضاها النسر في الأسر
عاد إلى وطنه معززاً مكرماً ولم يكن بحاجة ليعتذر لأبناء شعبه وأمته عن غياب ساقه،
لأن الأمة يومذاك اعتذرت له عن بقاء أرجلها .سجد لله شاكرا وقبل ترابها
هذا المقطع ليس مأخوذاً من إلياذة خرافية أو أسطورية، ولاهي كتابات فينيقية أو آشورية أو كنعانية اكتشفها فريق من علماء الآثار خلال حفريات وهي مقطع لم يكتب على صخرة ملساء أو جدار مغارة أو على جلد غزال ،
“الأرجل. هي لا شيء.. نحن مستعدون أن نخسر أرجلنا حتى يمشي الوطن.. ونفقد أعيننا حتى يرى.. وننزف حتى تمتلئ بحاره، وتفيض أنهاره…”
التقيته عام 2004م في منزله بحي فيلات الاسكان بضاحية الثورة ..
مضيافا كريما متواضعا , يجلس على مقعده المتحرك , قليل التحدث عن نفسه , اختصر مسيرته البطولية بعبارة (( أنا ابن هذه الأرض العربية مآذن الاموي وبيت المقدس هي منارتي ..أترك التاريخ ليتحدث عني ))..هكذا كانت ثقته بالله وبوطنه وحبه لأرض بلاده و وطنه الكبير..
إنه الصقر الفراتي ,,, عدنان حاج خضر
الباحث : غسان الشيخ الخفاجي