أعلام من حاضرة الفرات
الخبير الزراعي المهندس طريف حنيدي يغادرنا لدار الحق.
المهندس طريف حنيدي - دير الزور -
المهندس والخبير الزراعي طريف حنيدي أبو فراس يغادرنا إلى رحمة الله ورضوانه
وتسقط ورقة أخرى من شجرة كانت وارفة الظلال معطاءة منتجة..
كما شجرة النخيل التي أحبها يموت واقفاً .. وكانت آخر محاضرة له في نقابة المهندسين الزراعيين عن زراعة النخيل في دير الزور, قبل وفاته باسبوعين.
سيرته العطرة:
من مواليد دير الزور عام 1949lم ..
تلقى تعليم في مدراس دير الزور,
وحصل على شهادة الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام 1971م
معظم عمله كان في المركز الزراعي (المشتل :خلف الجسر المعلق)
ويعود الفضل له في تنشيط المركز ليحتل الصدارة بين مشاتل القطر العربي السوري.
يمتاز رحمه الله بالجد والاجتهاد والحرص على تنفيذ الخطط الزراعية الموكلة إليه ..
ولا يقبل في المشتل إلا من كانت لديه الرغبة الجادة في العمل .. حتى اعتقد البعض أن المشتل ملك له بسبب رفضه لأي عامل أو موظف ليست لديه الرغبة للعمل بجدية وحماس وتفاني في العمل..
ومن الطرائف التي كنت اسمعها من العاملات والعمال الزراعيين المياومين أن من يأتي نصيبه للعمل في المشتل كأن عقوبة نزلت بحقه .. فليس لديه المجاملة في العمل وكانت جملته الشهيرة (( هذا مو بيت أبوي بشان أدللك – انت جئت للعمل, ما تقدر عليه الله معاك )).
– هنا يكمن سر نجاحه كخبير ذي علم ومعرفة وجدية في الادارة..
– نظافة اليد: كان لايتهاون حتى مع زملائة في دفع ثمن الغراس أو الثمار ذات الريعية(هناك غراس توزع مجانا وهناك غراس لها قيمة ولو رمزية) وإذا وقع في حرج يسدد من جيبه الخاص.
تدخل المشتل فتجده كخلية النحل .. عاملات يقمن بالركاش(تعشيب) وفي حقول مجاورة عمال يقمون بتخطيط الأرض وتجهز مراقد البذور(للغراس البذرية).. وآخرون يقمون بساقية الغراس.. وآخرون يقلمون بساتين الأمهات ومراقبون ومهندوسون يتابعون العمل بكل جدية ومثابرة ..
وقد طور رحمه الله المشتل فكان هناك قسم لتربية النحل وقسم آخر للنباتات الزينة.. وأقسام آخرى للبحث العلمي.. قبل نقل القسم الأخير إلى مركز البحوث ومركز الفرات.
– يرحيله فقدت دير الزور علما من أعلامها في مجال علوم الزراعة .. حتى أنه رحمه الله إلى آخر لحظة في حياته كان معطاء لايبخل بخبرته ويقدم كل مشورة وفائدة في المجال الزراعي .. وكانت آخر محاضرة له في نقابة المهندسين الزراعيين .. قبل اسبوعين من تاريخ وفاته.. بمحاضرة عنوانها (أشجار النخيل وطريقة زراعتها).
بقلم المهندس: غسان الشيخ الخفاجي







