أعلام من حاضرة الفراتعادات وتقاليدمدن فراتية
دير الزور – المطهر توفيق عباسي – مهنة متوارثة
المطهر توفيق عباسي

“أل عباسي”مهنة عريقة ..متجذرة عندهم ..ولهم بها سبق. ..

الختان بدير الزور
المطهر { توفيق العباسي}
*****ا***
الختان ( الطهور) من العادات والأعراف والتقاليد.. ..لدى الشعوب ،وخاصة العربية والإسلامية.
ولوادي والفرات وعروسه ديرالزور ..عادات وتقاليد ..ويعد الطهور مناسبة مفرحة. .
فتقام الأفراح والزينة. .لمدة أسبوع. .
وبعد إعداد فناء الدار ( الحوش) .من كنس ورش ..وزينة ..ومد السوح والبسط والمطارق ومخدات الرچي على شكل ربعة، وتجهيز طعام للمدعوين ، يحظر المطهر أبو توفيق ( محيى العباسي ، وقد أدرك ابنه توفيق جزءا منها) .. بحنتور سليل حاملا حقيبته الجلدية وبها عدة الطهور ويستقبل بحفاوة من قبل صاحب الدار ، وبعض المعازيم، ويجلسوه في صدر الربعة محاطا بآباء أو وكلاء الأطفال أو الأولاد الذين سيتم ختانهم ، يشرب المطهر قهوته المرة مع المعازيم ، ثم يبدأ بتطهير الأولاد ، وسط الهلاهل والزغاريد .وبعد الإنتهاء، تتعالى أصوات التهريج والزغاريد والهلاهل ، والطشوش(كرميلا وحامض حلو وملبس ، وقبلها زبيب وتين مجفف ومكسرات )..ثم يدعى الحضور لتناول وليمة الفرح ، وغالباً ثرود اللحم مع المرقة والرز والخبز ،
وتحضر بعدها فاكهة الدير من مشمس وجارنك أو دبشي ، كما يعاد ديارة القهوة والشاي ، ..وقبل مغادرة المطهر يتم اكرامه ماديا مع بعض الهدايا. .يستمر الفرح بهذه المناسبة لمدة أسبوع يلبس خلالها الأطفال الگلاليب ..وبعض الميسورين يلبسون أولادهم طواقي مقصبة أعدت لهذه المناسبة .
.. النقوط :
خلال اسبوع الفرح تقدم الهدايا الخاصة بالمناسبة وهي في الغالب عبارة عن نقود مالية ..كنوع من المساعدة والتعاضدللتخفيف من أعباء المناسبة .كما يتم طشوش الكرميلة وغيرهاا وأحيانا العملة المعدنية .ويرافقها زغاريد النسوة.
..أما موعد الطهور وهو الغالب فصلي الربيع والصيف.
في منتصف الستينيات ظهرت التاكسي بدل الحناتير ، وبعد توسع المدينة وامتداداتها لتصبح وسيلة لإحضار المطهر ، وفي السبعينيات من القرن المنصرم ، أصبح المطهر يتحرك على دراجة هوائية أكما أن عادة الطهور تراجعت مراسيمها قليلا ، وغالباً يتم ختان الطفل في الأشهر الأولى من ولادته ..والحضور يكون مختصرا ،أو في الأيام الأولى من الولادة في المشفى أو البيت دون مراسيم احتفالية، ربما لتغير ظروف البناء وتراجع في العلاقات الاجتماعية، والأخذ ببعض متغيرات العصر ( و ربما أيضا بسبب تغير ظروف العمل كون الرجل موظفا ومرتبه لايسمح بالبذخ ،، هكذا البعض يقول، ، )
عموماً لنا من الماضي ذكريات جميلة عشناها أو سمعنا بها ، نتحسر عليها . ( وآآآآخ ياديرنا ، واستغفرك ربي إذا أخطأت)…

بقي أن أقول :
أن المطهر توفيق العباسي هو من مواليد ديرالزور الزور عام 1918 م ..وتوفي عام 1985 م عن عمر يقارب السبعين عاما رحمه الله


وقد ورث هذه المهنة عن والده محيى الدين العباسي المطهر الأول المختص بختان الأولاد في دير الزور وضواحيها ، منذ نهاية الحقبة العثمانية عام 1918 م..لتنقل المهنة إلى الأبناء وأبناء الأبناء ..وقد مارس المهنة أولاد توفيق محيى الدين العباسي (زكريا ، عدنان ،أكرم )
..غسان الشيخ الخفاجي ..