حرف ومهن وصناعاتعادات وتقاليدمدن فراتية
شجون ديرية.. البقلاوة سيدة الحلويات.. بقلم جودت السلمان
بقلاوة ديرية
((( شجون ديرية )))

لا تغيب البقلاوة عن أعراس وأفراح الديريين في السابق وحين تشاهد صواني البقلاوة تدخل الى منزل يتبادر لذهنك فورا ان هناك عرس .
كانت البقلاوة سيدة الحلويات بلا منازع،
لا أعرف أصل كلمة البقلاوة ومن أين اتى لكني أعتقد ان أصولها تركية واستخدمناه في لغتنا كغيره من المفردات التركية الكثيرة التي نستعملها .
برع السوريين في صناعة هذا النوع من الحلويات وتفوقوا على الأصل ان كان تركي وحين نتكلم عن البقلاوة لايسعنا إلا ان نتذكر( أولاد هايس ) رحم الله من توفى منهم فقد كانت الحلويات التي يصنعونها تعتبر من الطراز الاول نظرا لجودتها وطيب مذاقها .
أتذكر محلهم الكبير والأنيق وسط الشارع العام ، محل يمتاز بنظافته وأناقة ديكوره ويبيع الكثير من أصناف الحلويات بدء بالمستت وانتهاء بالهريسة….. تدخل المحل وتجلس على طاولة ويقدم لك الماء البارد مجانا والشوكة والسكين تترافق دائما مع طبق أو صحن الحلو الذي تطلبه.
رائحة السمنة العربية تملأ أرجاء المكان وصواني الحلويات الكثيرة المرصوفة بإتقان في واجهة المحل تجعلك تحتار ماذا تشتري.
ظلوا اولاد هايس أباطرة السوق في صنع الحلويات لفترة من الزمن وبعدها بدأت تظهر أسماء اخرى شهيرة في هذا المجال كالحمصي وغيره من الأسماء التي نالت قسطا وافرا من الشهرة .
لم تقتصر صناعات ابناء هايس على الحلويات بل تعدته إلى صناعة المرطبات والمثلجات كالبوزا( دوندرمة ) والكلاسيه وغيرها، وبمناسبة الحديث عن الدوندرما لا يسعني إلا أن أتذكر المرحوم جمال بعاج رحمه الله أبو انور وطلعت وعدنان حيث كان صاحب محل لايقل فخامة عن محل أولاد هايس ….. رجل عصامي يتميز بأخلاقه العالية ماجعله يفرض إحترامه على الجميع.
كان محله يقع مقابل الجامع الحميدي في الشارع العام وبالتحديد محلات عكل حاليا.
في هذا المحل تقدم الدوندرمة في كوؤس زجاجية أنيقة وتشاهد باستمرار عمال المحل وهم يحملون الصواني وفوقها كوؤس البوزا كطلبات للمحلات المجاورة واكثر زبائنه هم من طبقة النخبة في دير الزور آنذاك .
يحلو الحديث عن البقلاوة وأيامها التي لاتقل طيبة وحلاوة عنها.
بقلم جودت السلمان



