أعلام من حاضرة الفراتتراث
إبراهيم قنبر الملقب: دويد القنبر..شخصية مرجعية لتراث الدير العتيق
المعمر : دويد القنبر - دير الزور
دويد القنبر :
دويد القنبر شخصية شعبية, و أن الاسم الحقيقي له “ابراهيم” – رحمه الله- كان ممن عاصر ثلاثة قرون .. من مواليد 1865 وعاش القرن العشرين بكل ما حمل من مآسي على المنطقة ثم أنه ممن حفظ الله فحفظه الله فلم ينسه شيئاً مما طبع بذاكرته فبالرغم من عدم حيازته لأي من الشهادات لكنه كان بمثابة المرجع المعاصر لتراث الدير وتاريخها , ومعرفته المباشرة للكثير الكثير من شخصيات الدير الذين كان لهم الأثر الكبير فيها , مثل شيخ حسين الرمضان والشيخ حسين الأزهري والشيخ محمد سعيد العرفي وكان رحمه الله من الذين يرجع لهم في تصحيح أو توثيق العتابا و التراثية لما يحفظ من هذا ألوان الفن التراثي الغنائي الديري .. و هو أحد أكثر الشخصيات شهرة وتداولاً على الألسنة في دير الزور، لم يفعل الرجل شيئاً، باستثناء أن الزمن تركه 137 عاماً، ليختبر وبدقة شديدة كل تفاصيل مدينة دير الزور: أحيائها، سكانها، عاداتها، محاسنها ومساوئها…
يكفي أن نعرف أن «دويد القنبر» ربما يكون قد مر في كل شارع من شوارع الدير آلاف المرات، وعاصر الجد والأب والحفيد سنوات أعمارهم كلها.
«دويد» كان يتكلم عن الدير بطريقة نادرة، فالصورة الجغرافية للمدينة تغيرت عدة مرات أمام ناظريه، والشخوص الذين تحدث عنهم غابوا عن المشهد منذ وقت طويل، والأحداث التي رواها لم تلتقطها الكاميرا التي لم تكن معروفة في المدينة آنذاك.
كان كتاب تاريخ حي من لحم ودم .. حدث عن أيام زمان،
السفر إلى الحجاز على ظهر الجمال، والى مصر على الجمال والخيل بالتناوب،
وعن فيضة «أبو عبار» الكبيرة، التي ابتلع فيها الفرات أجزاء من المدينة بأناسها،
تحدث عن «دير العتيق» ولم يكن عددهم حينها يتجاوز العشرة آلاف ،
عن التنانير والمزملات والغرافات والهاون والرحيية والمخمر، مفردات صار يُتعاطى معها على أنها من التراث، ولكن «دويد» وحده ظل يتعاطى معها على أنها من ضرورات الحياة .
أخيراً… «دويد» بقي في الدير لفترة أطول من جسرها المعلق،
لذلك يحلو لبعضهم أن يعدونه، واحداً من معالم المدينة.